يمر الإنسان في حياته بالكثير من المشاكل التي قد يتعامل معها في بعض الأحيان، وقد يعجز في مرات أخرى، لكن هناك بعض الصفات في الإنسان قد تجعله قادرًا على أن يتعامل مع أي مشكلة في حياته، وهذا هو ما يطلق عليه الذكاء العاطفي.
خبير التنمية البشرية د. مؤمن عبد الواحد أكد أن الذكاء العاطفي عبارة عن مصطلح يعبر عن قدرة الفرد على التعرف إلى عواطفه الشخصية العاطفية وفهمها فهمًا سليمًا، وأن يكون الشخص على إدراك كامل بمدى تأثيرها في شخصه في البداية وقراراته ونمط حياته وتفاصيلها، وفي من حوله ممن يعيشون معه.
وقال عبد الواحد لـ"فلسطين": "إن الذكاء العاطفي هو قدرة الفرد على التعامل بكل سلاسة مع من حوله كالزوجة، والأبناء، والإخوة، والأهل، وزملاء العمل، وزملاء الدراسة، وأي أشخاص في البيئة المحيطة به".
وأضاف عبد الواحد: "هذا الشخص لما كان يتمتع بالذكاء العاطفي والصفات والمهارات التي يمتلكها؛ فإنه سيكون قادرًا على التعامل مع المشاكل التي يواجهها بكل سهولة، خاصة المشاكل التي يمكن أن تحصل بين الأزواج".
وبين أن الزوجين يجب أن يتمتعا بقدر من الذكاء العاطفي الذي يسهل لهما التعامل فيما بينهما، وذلك بفهم مشاعر شريك الحياة واحترامها، وضبط الانفعالات والسيطرة عليها، والبراعة في حل المشكلات التي تواجه الزوجين بكل حب وحنان، والشعور بالإيجابية والرضا والارتياح في الحياة.
وذكر عبد الواحد أن من خطوات تنمية الذكاء العاطفي بين الأزواج الاستماع للآخر دون التهرب أو تغيير الموضوع، ومواجهة المشاعر غير المريحة، مع إعطاء النفس فرصة لإظهار هذه المشاعر.
وأكمل: "ويجب عدم التسرع في الحكم على المشاعر والتفكير فيها وإعطاؤها فرصة لتتهيأ دون تأثير الأهداف الخاصة عليها، أيضًا يجب مراعاة مشاعر الشخص في أثناء الحديث دون توقيفه عن الحديث أو منعه نهائيًّا من التعبير عن مشاعره".
ونبَّه عبد الواحد إلى أن أهم ما في الذكاء العاطفي هو أن يعلم الشخص قدرته ويدرك معنى هذه القدرة وشكلها الصحيح، وأن يعلم تفاصيلها، وأين نقاط القوة والضعف فيها، فتميزه وتمتعه بقدرة في جانب محدد في الشخصية العاطفية يعطيانه مهارة إضافية في كيفية التعاطي مع الآخرين والتعامل معهم.
وأشار عبد الواحد إلى أن الذكاء العاطفي ليس قديمًا، علمًا؛ فهو موجود منذ خلقت البشرية ووجد الإنسان على الأرض، لكنه مصطلحًا من العلوم الحديثة، وتعرف إليه ووضعت مجموعة من القواعد والضوابط له.
وبين أن الذكاء العاطفي علم أركانه متكاملة ويمكن أن يكون في أكثر من اتجاه ومع جميع من حول الإنسان، ويمكن تعزيز هذا الذكاء العاطفي بمجموعة من المهارات التي يمكن تنمية بها هذا الإحساس والشعور، بالاجتماع العميق والمركز مع الطرف الآخر.
وأضاف: "بالاستماع للشخص، والمتابعة، والتركيز على انفعالات لغة جسده، وعلامات التواصل غير اللفظية، وإيماءاته لمن أمامه، يمكن التعرف إلى شخصيته، وتحليل هذا الشعور لتفسير كيفية التعامل معه".
ورأى أنه بهذه الطريقة نستطيع أن نعرف مستوى الذكاء العاطفي عند الشخص المقابل، مؤكدًا أننا نحتاج إلى تعميم الذكاء العاطفي في حياتنا، في بيتنا مع زوجاتنا وبناتنا وأطفالنا لبناء وتعزيز العلاقة وفهمها فهمًا سليمًا.