قال المفوّض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، بيير كرينبول: إن "العالم لا يقدر حقيقة المعاناة والألم وخيبة الأمل التي يعيشها الناس في قطاع غزة"، مؤكدًا أن "أونروا" لا تزال تواجه عجزا في موازنتها المالية لعام 2019، بقيمة 150 مليون دولار.
وحذر كرينبول خلال مؤتمر صحفي في مقر أونروا الرئيس في مدينة غزة، اليوم، من محاولاتٍ لنزع الشرعية عن قضية اللاجئين الفلسطينيين وتقديم الخدمات الإنسانية لهم، مشددًا على أهمية التصويت المقرر في الجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن تجديد ولاية تفويض الوكالة الدولية لثلاثة أعوام جديدة تمتد من 2020 إلى 2023.
ونبه إلى مخاطر غياب وكالة "أونروا" ووقف خدماتها للاجئين الفلسطينيين في مناطق عملياتها الخمس في قطاع غزة والضفة الغربية ولبنان وسوريا والأردن، خاصة مصير مئات آلاف الطلبة من أبناء اللاجئين الذين يدرسون في مدارس الوكالة.
تجديد التفويض
لكن كرينبول أبدى ثقته في أن "الغالبية العظمى من دول العالم تؤيد ضرورة إعادة تفويض "أونروا" وتثني على ما تقدمه من خدمات إنسانية في غاية الأهمية للاجئين الفلسطينيين باعتبار ذلك حقا لهم مثل باقي البشر".
ومن المقرر أن يتم التصويت على تجديد ولاية "أونروا" خلال الاجتماعات السنوية للجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 74 في نيويورك المقررة الشهر المقبل، ويتخللها كذلك اجتماعات للجهات المانحة للوكالة الدولية.
وستعقد الاجتماعات هذا العام تزامنا مع ما نشرته وسائل إعلام دولية عن تقرير مسرب حول فساد في "أونروا"، في حين تتهم المنظمة الأممية دولة الاحتلال وواشنطن بتوظيفه لإنهاء قضية اللاجئين الفلسطينيين.
وقال كرينبول إنه يجري التحقيق في ادعاءات بشأن العمل داخل الوكالة وقيادتها، مؤكدًا التعاون الكامل بصورة خاصة مع هذا التحقيق.
فساد "أونروا"
وأضاف: "يجب الانتظار لنتائج لجنة تقصي الحقائق وعدم الانتباه لأجزاء من الأخبار المتداولة والتي توضع بصورة غير صحيحة"، مضيفًا: "نستنكر الهجمات التي وجهت إلينا شخصيا والطريقة التي وضعت بها هذه الاتهامات".
وأكد مفوض عام "أونروا" أنه عندما تنتهي لجنة تقصي الحقائق من عملها وتعلن نتائج تحقيقاتها "سنعمل من أجل الالتزام الكامل بهذه النتائج"، مشددًا في الوقت ذاته على ضرورة "الانتباه إلى البيئة السياسية المحيطة بمثل هذه الادعاءات".
وذكر كرينبول أنه يزور قطاع غزة بغرض المشاركة في افتتاح العام الدراسي الجديد في مدارس "أونروا"، ولتأكيد استمرار خدمات الوكالة ورعاية اللاجئين الفلسطينيين.
وأكد أن "افتتاح العام الدراسي الجديد في مدارس "أونروا" مهم جدا في ظل التحديات التي عاشتها الوكالة سياسيا وماليا خلال الأشهر الماضية".
وبين أن "أونروا" لا تزال تواجه عجزا في موازنتها المالية العامة بحوالي 150 مليون دولار من أجل الوفاء بالتزاماتها حتى نهاية العام الجاري، موضحا في الوقت ذاته أن الوكالة استطاعت بالتعاون مع شركائها تجاوز تبعات القرار الأمريكي بوقف تمويل أونروا بنحو 360 مليون دولار.
وأشار إلى أن الآلاف من الفلسطينيين استشهدوا أو جرحوا خلال أحداث مسيرات العودة التي تنظم أسبوعيا منذ نحو عام ونصف، شرقي قطاع غزة، مبينًا أن نحو 13 طالبا من طلاب أونروا قتلهم الاحتلال خلال تلك المسيرات.
وأوضح أن طلاب غزة يمثلون مئات الآلاف من الطلاب الفلسطينيين اللاجئين في مناطق عمليات "أونروا"، الذين يكافحون بشكل منتظم في سبيل الوصول إلى المدارس لكي يتمكنوا من التمتع بحق إنساني أساسي، ألا وهو الوصول للتعليم.
وأكد كرينبول أن "أونروا" حافظت طوال ما يقارب سبعين سنة على الحق في التعليم لأطفال لاجئي فلسطين وقدمت لهم تعليما جامعا ونوعيا، بما في ذلك في أوقات النزاع والحصار والاحتلال، الأمر الذي سمح لما مجموعه مليونان ونصف من الطلبة من التخرج من مدارسها منذ عام 1950.
وأشار إلى أن" أونروا" تهدف لضمان أن يطور الطلبة من لاجئي فلسطين إمكاناتهم لكي يصبحوا واثقين من أنفسهم ومبتكرين ومحبين للاستطلاع لكي يدعموا القيم الإنسانية والتسامح وليساهموا إيجابيا في تنمية المجتمع وتنمية المجتمع العالمي.