فلسطين أون لاين

آخر الأخبار

ملياردير أستراليّ يتعهَّد بتقديم 18 مليون دولار كمساعدات إنسانيَّة لغزَّة

الإبادة في يومها ال 365.. قصف مدفعيّ متواصل وغارات عنيفةً بـ "الأحزمة النَّاريَّة" على شمال قطاع غزَّة

"عقب الغارات الوحشيَّة على الضَّاحية الجنوبيَّة".. حزب اللَّه يُعلق على "شائعات" اغتيال صفي الدِّين

قطف ثمار الزَّيتون.. إصرار لمزارعي قطاع غزَّة وسط الحرب

عام على الإبادة.. دعوات مغربيَّة لمسيرة تضامنيَّة مع غزَّة غدًا الأحد

نقص حادّ في الأجهزة الإلكترونيَّة وارتفاع أسعار الصِّيانة في غزَّة

الاحتلال يقرُّ بخسائر جديدة في معارك غزَّة ولبنان.. وضابط "إسرائيليّ" يكشف: الجيش لا يملك ما يكفي من الرِّجال أو الدَّبَّابات

"عبر الزَّمن، الفاشيَّة لا تظهر فجأة".. هآرتس: تحذيرات من تمرُّد مدنيّ يقود إلى حرب أهليَّة في "إسرائيل"

باحث تركيّ لـ "فلسطين أون لاين": (إسرائيل) لم تحقق أهم الأهداف التي وضعتها لحربها على غزَّة

"تثير الدَّهشة بالفعل".. تقارير عبريَّة: الجيش يواجه تعقيدات في التَّعامل مع المسيرات العراقيَّة

​قرموط حارب السكري بحمية غذائية وانتصر

...
غزة- هدى الدلو:

ما يقارب أربعة أعوام حاول التأقلم مع داء السكري الذي اقتحم جسده، ولكن لا جدوى، فمضاعفاته كثيرة ومتشعبة، وقد قيل له إن هذا المرض سيلازمه حتى نهاية العمر، فمن يصاب به لا يبرأ منه، وكل ما عليه وعلى أي مريض أن يلتزم بتعليمات الطبيب المشرف عليه، بتناول الدواء في مواعيده، فمن يدخل في دوامة هذا المرض لا يخرج منها، كيف لا وهو القاتل الصامت؟!

ولكن على ما يبدو قد طفح الكيل لدى نايف قرموط (62 عامًا)، من سكان بلدة جباليا في شمالي قطاع غزة، وحاصل على ماجستير في أصول الدين، ويعمل مديرًا لشركة أدوية، ولم يتقبل أن يكون رهنًا لمرض السكري، واتبع حمية غذائية تتمثل في الابتعاد عن تناول الخبز بمختلف أشكاله، والكربوهيدرات، حتى وصل إلى نتائج صدمت الأطباء وأبهرتهم، فلم يعد بحاجة لتناول دواء السكري.

وتحدث قرموط عن معاناته مع المرض الذي اكتشف إصابته به عام 2016م، وقال لـ"فلسطين": "كنت ملتزمًا بالدواء، لكن مضاعفاته زادت، فكنتُ أستيقظ من النوم على جفاف حلقي فأشعر به كالحطب المتعطش، مع صعوبة في التحكم بالبول، وزيادة الدهون على الكبد، وما يترتب على ذلك من تكاسل وتعب وإرهاق، إلى جانب عدم قدرتي على بذل أي مجهود، حتى إني كنت أصلي وأنا جالس على الكرسي، ونمنمة في الأطراف، وارتفاع في منسوب السكر في الدم إلى 213، والمخزون التراكمي إلى 11.5، وهذا يعني أني كنت قد وصلت إلى مراحل خطيرة في مرض السكري".

فما كان منه إلا العودة إلى طرق أبواب الأطباء، رغم معرفته أنه لا جديد سوى تكرار نصائح ألقيت على مسامعه سابقًا، وقبل قدوم شهر رمضان بأسبوعين فقط، كان صائمًا، وما إن أشارت الساعة إلى العاشرة صباحًا، حتى ظهرت عليه أعراض جديدة، كرجفة في جسده، وتعرق شديد، وغير ذلك، فخاف أن يدخل في غيبوبة سكر، فاتصل بطبيبه فنصحه بألا يكمل صيامه، أيقن حينها أنه لا فائدة من الأدوية.

وبعدها جاء قراره الحاسم بالتوقف عن تناول الدواء منذ تاريخ 24/4/2019م، وبدء نظام حمية غذائية، وبتاريخ 15 يونيو المنصرم امتنع فيها عن تناول الخبز، والكربوهيدرات وما تشمله من نشويات وسكريات، وحتى يومنا هذا لم يدخل جوفه غرام من الخبز.

وأضاف قرموط: "منذ ذلك الوقت أصبح جل تفكيري كيف يمكنني علاج مرض السكري دون دواء؟، وهذا السؤال تحديدًا وجهته إلى موقع (قوقل)، عله يجيبني عنه بعد أن عجز الأطباء عن إجابتي".

وجد إجابات كثيرة تعود لمدارس عديدة، فبحر الإنترنت مواقعه واسعة، تأثر ببعضها كليًّا، وبدأ مشواره بالبحث عن مسببات المرض الحقيقية، ودور الأدوية والعلاج في التخفيف من المشكلة لا علاجها نهائيًّا.

وأوضح قرموط أن ما استنتجه بعد البحث والاطلاع أن الأدوية الخاصة بمرض السكري ما هي إلا حارق للسكر اليومي، ولا يتوقف الأمر عند ذلك، بل الاستمرارية في تناولها يترتب عليها الكثير من المخاطر على حساب البنكرياس، والكبد، والشرايين، ولا تمنع ظهور مضاعفات المرض المتشعبة، وبذلك ينتقل المريض إلى مرحلة أخرى بزيادة جرعة الدواء، والأنسولين، ومع ذلك قد يصاب بجلطة تودي بحياته.

وأشار إلى أن نظام الحمية لم يكن معقدًا كما يتوارد إلى ذهن بعضٍ، فما سار عليه هو الامتناع عن السكريات الصناعية، والنشويات، وعلى رأسها الخبز، والمشروبات الغازية، والابتعاد عن الأطعمة المقلية، وعدم الأكل بين الوجبات، وتناول الفاكهة قبل الطعام.

بدأ يلاحظ تغيرات في جسده حيث النشاط والقوة والحيوية، بدلًا من التعب والإرهاق اللذين لازماه مدة طويلة، فأجرى فحوصات طبية في 8 آب (أغسطس) الجاري، وظهرت نتائج صادمة له وللأطباء، وتابع حديثه: "لم يصدق أحد في البداية، فأصبح السكري في معدله الطبيعي، والمخزون التراكمي له، وهنا شعرت بنشوة الانتصار على هذا المرض الذي قيد حياتي وسرق مني حيويتي ونشاطي".

وكان ذلك واضحًا للعيان، فقد نقص وزنه ما يقارب 10 كيلوجرامات بسبب اتباعه الحمية، فكان يعتقد بعض أن مرض السكري ينهش في جسده، ولكن في الحقيقة أصبح وزنه مثاليًّا، ملائمًا لطوله.

وفي أثناء لقائنا معه رن جرس هاتفه المحمول، وإذا أحد الشباب الذي أدلى له ببعض النصائح التي لابد من اتباعها للتخلص من العلة ذاتها، يصدح من سماعة الجوال، مبشرًا إياه بأنه بات يشعر بنشاط لم يشعر به من قبل، وذلك بعد 6 أيام من اتباعه الحمية الغذائية.

ولعلك -عزيزي القارئ- تستغرب قراره، العزوف عن تناول الأدوية، واتباع حمية غذائية للتخلص من القاتل الصامت.

وقال قرموط الذي يعمل مدير شركة أدوية منذ (22) عامًا: "لا يهمني ذلك أو ما سيقوله الناس، فالمهم صحتي؛ فهي تاج على الرؤوس".

ونصح مرضى السكري بالابتعاد عن تناول الأدوية، مفسرًا: "فما هي إلا تجارة، فالدواء ليس علاجًا، وأنت طبيب نفسك، فداء السكري له علاقة بالكثير من الأمراض، والسكريات والنشويات تفقد الجسم مناعته وتجعله عرضة للكثير من الأمراض، ولو سألني أحد أيترك النشويات أم السكريات، أقول له النشويات، وعلى رأسها الخبز".

ووصف الأطباء تجربته بالناجحة، فيمكن لأي مريض سكري من النوع الثاني أن يسلك طريقه باتباع حمية غذائية للتخلص من السكري وأدويته.