طالبت المنظمات الجماهيرية والمؤسسات الأهلية والاجتماعية والروابط العائلية في القدس المحتلة، سلطات الاحتلال الإسرائيلي بتسليم جثمان الشهيد الطفل نسيم مكافح أبو رومي (14 عاما) من العيزرية؛ لتمكين أهله وذويه من دفنهم حسب التعاليم الدينية وبما ينسجم مع كرامة الموتى والكرامة الإنسانية.
ودعت المنظمات والمؤسسات المقدسية، في بيان، اليوم الثلاثاء، منظمات حقوق الإنسان المحلية والدولية والممثليات الأجنبية العاملة في فلسطين إلى الضغط على حكومة الاحتلال لإلزامها باحترام القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني فضلاً عن الشرائع السماوية، وإلزام هذه الحكومة بتسليم جثمان الشهيد لأهله.
وقال البيان الذي حمل توقيع عدد من المؤسسات والمنظمات والعائلات وبينها عائلة أبو رومي "إن وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي المتطرف جلعاد اردان أبلغ بعض المحامين نية وزارته احتجاز جثمان الطفل أبو رومي لاستخدامه في المساومة على استرداد جثث الجنود الإسرائيليين في غزة وخاصة هدار غولدن".
وأكدت المنظمات والمؤسسات أن هذا المنطق الابتزازي هو منطق لا أخلاقي وغير إنساني وأقرب لمنطق العصابات، وهو جريمة إضافية تضاف لجريمة القتل خارج نطاق القانون والإعدام الميداني للطفل نسيم أبو رومي وإصابة زميله الطفل حمودة الشيخ (14 عاما) بجروح خطيرة جدا حيث أصيب كل منهما بما يتراوح بين 7-9 رصاصات.
وشددت على ملابسات جريمة الإعدام الميداني والتي وثقتها الكاميرات وشهادات الشهود، والتي أكدت أن الطفل أبو رومي تعرض لعدة رصاصات قاتلة حتى وهو مصاب وملقى على الأرض يتلوى من إصابته.
وأفادت أن إطلاق النار الإضافي كان بهدف "التأكد من القتل" كما أن إطلاق النار كان والشهيد ملقى على بعد لا يقل عن أربعة أمتار ما يؤكد أنه لم يكن يشكل أي خطر في ذلك الوقت.
وحملت حكومة الاحتلال الإسرائيلي وتحديدًا رئيسها بنيامين نتنياهو وقادة جيشه وأجهزته الأمنية المسؤولية القانونية والسياسية والأخلاقية عن هذه الجريمة لكونهم أعطوا الضوء الأخضر لغلاة المستوطنين والمتطرفين لاقتحام المسجد الأقصى وتدنيسه، واعتدوا على المصلين بوحشية في أول أيام عيد الأضحى وذلك ما أجج الغضب والقهر في نفوس ملايين الفلسطينيين.
ودعت المؤسسات المقدسية إلى الإفراج الفوري عن جثمان الشهيد أبو رومي وكشف حقيقة إصابة الجريح حمودة الشيخ وتمكين عائلته والأطباء الفلسطينيين ومؤسسات حقوق الإنسان من زيارته، وطالبت بحقه بالعلاج الطبي بموجب المعايير الصحية والطبية وليس وفقًا لعقلية الانتقام والروح العسكرية والأمنية الإسرائيلية.
كما دعت للإفراج عن جثامين جميع الشهداء المحتجزة في الثلاجات ومقابر الأرقام، والعمل على استنهاض وتفعيل الجهود الشعبية والوطنية للإفراج عن جثامين الشهداء لدفنهم كما يليق دينياً وإنسانياً.
ووقع على البيان عدد من المؤسسات والهيئات من بينها اتحاد لجان الطلبة الثانويين في محافظة القدس، واتحاد الشباب الديمقراطي، وكتلة الوحدة الطلابية، وجمعية صمود، ومركز بيسان، وجمعية النجدة الاجتماعية، ورابطة عائلة أبو رومي، وعدد من عائلات أبو ديس والعيزرية والسواحرة والعيسوية ومؤسسات مدينة القدس.