فلسطين أون لاين

​"آسف".. لهذه الأسباب يتوجّب على الرجل الاعتذار لزوجته

...
أقرب الناس إلى المرأة هو زوجها
غزة/ نبيل سنونو:

هل صحيح أن اعتذار الرجل، إذا أخطأ في حق زوجته، يحط من كرامته كما يعتقد البعض؟ وما النتائج التي ستنعكس على أسرته وحياته الزوجية لو قدم ذلك الاعتذار أو أحجم عنه؟

الإجابة التي يقدمها خبراء علم الاجتماع والنفس عن السؤال الأول هي: "لا"، إذ يسوقون من الأسباب ما يبرهن أن الاعتذار بحد ذاته يمثل "ثقافة" تعزز كرامة الرجل، وليس العكس.

"لكل مجتمع ثقافة"؛ بهذا يبدأ أستاذ الصحة النفسية د. رمضان قديح حديثه لصحيفة "فلسطين"، قبل أن يضيف: إن الزوجة شريكة حياة الرجل ومصيرهما مشترك.

ويعتقد قديح أن تقديم الاعتذار من عدمه يعتمد على مدى ثقافة ومستوى تعليم الشخص، مضيفا أن الاعتذار للآخرين مطلوب، فما بالنا عندما يتعلق الأمر بالزوجة إذا أخطأ الزوج أو لم يفلح في مسألة معينة أو أساء لشريكة حياته.

ويلفت إلى أن "الاعتذار مأجور صاحبه"، وليس فيه أي نوع من "العيب" أو غيره، لأنه لا يوجد إنسان لا يخطئ.

ويبين أن الأفراد يتفاوتون في نظرتهم لمسألة الاعتذار، لافتاً في الوقت نفسه إلى أن الأغلبية يتراجعون عن أخطائهم ويعتذرون خصوصا في ظل الظروف الاقتصادية والاجتماعية الصعبة التي يعيشونها، لإدراكهم أنه إذا تصالحت النفوس لن تتراكم المشاحنات.

وفيما يتعلق بالشعب الفلسطيني، فإن قديح يشيد بثقافته وتقدمه الحضاري، فالرجل يعلم قيمة المرأة، وقد باتت تتبوأ مناصب متقدمة وتتعلم، وهي ليست رهينة المنزل، كما أنها شريكة في الحياة الاقتصادية والاجتماعية وغيرها.

ويوضح قديح أن الرجل سيتشجع على تقديم الاعتذار عندما يدرك أن زوجته لا تقبل له الانكسار، ولا المذلة، وأنها لن تنظر إلى هذا الفعل على أنه شيء مهين له، بل إنها ستقدره وسينعكس ذلك إيجابا على العلاقة بينهما، وسيترجم إلى احترام وزيادة في الحب.

كما أن الأبناء ليسوا بعيدين عن طبيعة العلاقة بين أبيهم وأمهم، وعن ذلك يقول قديح: إنهم يقلدون آباءهم ويمارسون ذات الأشياء التي يتبعونها، سواء في طفولتهم أو حينما يكبرون.

اللباقة

ولا يجب أن يغفل الآباء عن أن الاعتذار جزء من الثقافة الاجتماعية التي يتشربها الأطفال من المنزل، وفي المستقبل سيكون هؤلاء "نسخة" عن والديهم، فإذا وجدوا ثقافة المحبة والتراجع عن الخطأ سيسلكون ذات السبيل، وفق أستاذ الصحة النفسية.

أما أستاذ علم الاجتماع د. أمين شبير، يستشهد بمثل شعبي للدلالة على وجوب الاعتذار عن الخطأ، قائلاً: "اللي بيعرف يزعل الناس بيعرف كيف يصالحهم".

ويرى شبير في "دردشة" مع صحيفة "فلسطين" أنه إذا لم يعتذر الزوج عن خطئه فإن ذلك ينم عن خلل، مشيراً إلى أن الصفة الغالبة على المرأة دائماً أنها حساسة.

وإذا تصرف الرجل على نحو غير سليم بسبب ظروف معينة فليس من الخطأ أن يستسمحها بطريقة لبقة، ولا يعني ذلك أبداً أنه منكسر أو ضعيف، يتابع حديثه.

ويوضح أن الاعتذار يمكن أن يترجم إلى أفعال مثل مشاركتها في إنجاز بعض الأعمال البيتية، أو التخطيط لقضاء يوم ترفيهي مع الأسرة خارج البيت، أو زيارة الأقارب.

ويخاطب شبير الأزواج بقوله: إن أقرب الناس إلى المرأة هو زوجها، ولا ضير في أن يقر لها بأنه كان مضغوطاً، وأن يتراجع.

ولا ينبغي للزوج أن يكون متعصبا –وفق شبير- بل يتعين عليه أن يلجأ لإرضاء زوجته بكلمة طيبة.

ويوجه شبير سؤالا للزوج الذي يصمم على الخطأ في حق زوجته: هل تقبل ذلك لأختك أو أمك؟ مردفاً: بالتأكيد هو لا يسمح بذلك، ولذلك عليه أن يتقي الله في الأمانة التي بين يديه.

ويتفق شبير مع قديح على أن المجتمع الفلسطيني مثقف وواع، وأفراده قريبون من بعضهم لاسيما في ظل الظروف الضاغطة التي يعيشونها.

ويُذكّر بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: "خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي".