فلسطين أون لاين

​لتحسين سلوك طفلكِ.. كوني قدوة له

...
الطفل قد يتأثر بالبيئة الخارجية أكثر من البيئة الداخلية في البيت
غزة/ صفاء عاشور:

رغم أن عمره لا يتجاوز خمس سنوات، إلا أنّ خليل الطفل الأوسط لرحمة سلمان، هو أكثر من يثير غضبها وعصبيتها، ففي كل المواقف لا بد أن يعارضها ويرفض سماع كلامها وإن حاولت إجباره يبدأ بالبكاء والصراخ ويبقى مصممًا على موقفه.

وقالت رحمة لـ"فلسطين":" لا أعرف كيف أتعامل معه خاصة عندما أريد أن أعدل سلوكًا معيَّنا أو تصحيح معلومة خاطئة وصلت إليه، ففي كل الحالات يجب أن يعارضني ويبقى مصمماً على موقفه مهما حاولت اقناعه أنه مخطئ".

وأضافت:" أصبحت أتغاضى عن تصرفاته وكلي أمل في أن يكبر ويتغير أسلوبه الرافض لكل ما يأتي من قبلي أو من قبل والده وحتى من أخيه الأكبر منه، فكل من حوله مخطئون وهو الوحيد الذي على صواب".

الأخصائي النفسي زهير ملاخة، أوضح أن عملية التوجيه والإرشاد للأطفال تكون من قبل الأهل سواء الأم أو الأب، إلا أن بعض التصرفات من الأطفال تظهر عليهم بشكل غير مفهوم وتأتي من باب التقليد أو الميل للكسل أو الفوضى ويكون سببها الأهل ولكن بطريقة غير مقصودة من قبلهم.

وقال ملاخة لـ"فلسطين": إن "الطفل يبدأ في التعلم والإدراك من خلال المواقف التي يعايشها مع أهله وخاصة أمه وأباه، لذلك من الهام على الوالدين أن يعوا أن كل ما يفعلونه سينتقل لأطفالهم مباشرة".

وشدد على ضرورة اهتمام الوالدين بالتصرفات الخاصة بهم أمام الأطفال وأن يعملوا على تأسيس المفاهيم الصحيحة والقيم الجميلة في سلوكنا أمام أطفالنا حتى تصبح عادة عندهم ليقلدوها بعيدًا عن الفوضى، اللامبالاة، العادات السيئة التي يمكن أن يمارسها الأطفال.

وأضاف: إن "الطفل قد يتأثر بالبيئة الخارجية أكثر من البيئة الداخلية في البيت، حيث نجد أن بعض الأمهات لا تهتم بعدد الساعات التي يقضيها طفلها في اللعب خارج المنزل في الشارع وعدم المبالاة عند بعض الأمهات في الاهتمام بمن يختلط يمكن أن يجعل الطفل يتعلم سلوكيات سيئة وخاطئة".

وأكد ملاخة على ضرورة مراعاة التصرف مع الأطفال في مثل هذه الحالات مع تجنب اتباع أسلوب الإهمال، الصراخ، الضرب أو التجاهل، لأن كل ذلك سيدفع الطفل إلى التمرد ورفض سماع كلام الأهل عند توجيه للأمور الصحيحة.

وذكر أنه إذا أراد الوالدان أن يعدلوا من سلوك طفلهم فعليهم تعديل سلوكهم في البداية، لأن الطفل ما هو إلا مرآة لهم ولتصرفاتهم، فإن أحسنوا التصرف فستتنقل التصرفات الحسنة لأبنائهم مباشرة وإن أساؤوا فلن يجدوا إلا التصرفات السيئة.

وأردف ملاخة: إن "عمليات التوجيه وتعديل السلوك لا يمكن أن تجنى ثمارها بسرعة فكما أخذ سنوات حتى اكتسب العادات السيئة سيأخذ سنوات أيضاً لتصحيح السلوك، وهو ما على الأهل فهمه، لذلك يجب عليهم عدم الملل وفقدان الأمل في تصحيح التصرفات السيئة".

وأفاد أنه يمكن للأم أن تتبع أسلوب التشجيع والتحفيز الإيجابي بالكلام والتصرفات وأيضاً التحفيز المادي بالهدايا وبعض الأموال، بالإضافة إلى قضاء أوقات أكثر مع أطفالها وتحفيزهم على اتباع التصرفات الحسنة، مؤكداً أن هذه التصرفات ستترك أثراً جميلاً على الطفل وستبدأ تصرفاته السيئة في الاختفاء لصالح التصرفات الحسنة.