فلسطين أون لاين

​خبيران: استهداف الاحتلال للمؤسسات المقدسية جزء من مخطط التهويد

...
صورة أرشيفية
غزة–القدس المحتلة/ حازم الحلو:

أكد خبيران مقدسيان أن إجراءات الاحتلال التعسفية ضد المؤسسات المقدسية يستهدف إنهاء وجود المقدسيين، لافتًا إلى أن هذا السلوك العدواني لن يتوقف عند حدود المؤسسات الثقافية والخدماتية وإنما سيمتد إلى المس بكل مكونات الوجود المقدسي.

وطالب الخبيران بضرورة العمل الجاد من أجل الحفاظ على وجود تلك المؤسسات، لافتين إلى أنه يمكن إسناد الوجود القدسي عبر توفير الدعم المادي لتلك المؤسسات وتغطيتها من الناحية القانونية في نزاعها المستمر مع الاحتلال.

وكانت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، كشفت أمس، أن وزير الأمن الداخلي للاحتلال "جلعاد أردان" وقع على قرارات جديدة لحظر أي نشاطات ثقافية أو سياسية فلسطينية في محيط مدينة القدس.

وتمنع سلطات الاحتلال منذ مدة أي نشاطات ثقافية في المدينة المقدسة، بزعم أنها تابعة للسلطة الفلسطينية، حيث لاحق واعتقل منظمي تلك النشاطات، كما حدث أول من أمس، حينما اقتحمت قوات الاحتلال مقر مركز يبوس الثقافي في القدس، ومنع إقامة حفل تأبين للمفكر والأديب المقدسي صبحي غوشة.

وأكد الخبير في شئون الاستيطان خليل تفكجي، أن الاحتلال يستهدف المؤسسات المقدسية منذ احتلال القدس، لافتًا إلى أن حدة هذا الاستهداف تصاعدت منذ قرار الإدارة الأمريكية الاعتراف بالقدس عاصمة للاحتلال.

وشدد في حديثه لصحيفة "فلسطين"، على أن هذه السياسة العنصرية الحالية تهدف إلى دفع المقدسيين إلى حافة اليأس والقنوط وإجبارهم على مغادرة المدينة من أجل إحلال المستوطنين مكانهم.

وأشار تفكجي إلى أن استمرار الاحتلال في اقتحاماته واعتداءاته المتكررة على المؤسسات المقدسية يهدف أيضًا لتحجيم دورها الريادي في ترسيخ الهوي الفلسطينية للمدينة ومقاومة النشاط الثقافي التزويري للاحتلال.

وأضاف أن سلطات الاحتلال دأبت على محاربة الثقافة ومؤسساتها في فلسطين، وتحديدا في مدينة القدس المحتلة، وتمثل ذلك في المنع والحظر والحصار، وملاحقة الكتاب وسجنهم ونهبهم وسرقة الموروث الثقافي والمكتبات الخاصة والعامة.

وبشأن ما تقدمه المؤسسات المقدسية، بيّن تفكجي أن تلك المؤسسات هي جزء من الحالة المقدسية، وكل مؤسسة تقوم بواجبها وفق إمكاناتها وقدراتها، على الرغم من أن الاحتلال يستهدف كل المؤسسات المقدسية كجزء من برنامجه الهادف إلى تهويد المدينة المحتلة.

وأوضح أن الاحتلال أصبح يركز في إجراءاته على قهر المقدسيين نفسيًا واجتماعيًا، بموازاة حملات التهويد الجغرافي والمكاني التي تشهدها المدينة المقدسة، لافتًا إلى أن أذهان المؤسسة الإسرائيلية تتفتق يومًا بعد يوم عن أساليب وإجراءات جديدة لطرد المقدسيين وتهويد المدينة.

من جهته، أكد رئيس أكاديمية الأقصى للوقف والتراث د. ناجح بكيرات، أن استهداف المؤسسات المقدسية يشير بوضوح إلى أن المعركة بين المقدسيين والاحتلال غير متكافئة، إذ إن المقدسيين لا يمتلكون أوراق قوة مادية تعينهم على الاستمرار في هذه المعركة.

وأشار بكيرات في حديثه لصحيفة "فلسطين"، إلى أن المؤسسات التي تحمل على عاتقها مسئولية دعم صمود أهالي القدس تتعرض لضغوطات كبيرة وحرب معلنة وغير معلنة من الاحتلال تبدأ بمنعها من تنظيم النشاطات وتنتهي بمحاصرتها وتصفيتها ماليًّا.

وأوضح أن الاحتلال يبتغي تأكيد السيادة والسيطرة على المدينة المحتلة، وكسر إرادة المقدسيين وتحطيم معنوياتهم، وإجبارهم للحصول على ترخيص لأيِّ نشاط أو فعالية يقيمونها في القدس، في اعتراف منهم بسيادة الاحتلال على قدسهم المحتلة.

وقال بكيرات: "إن كل المؤسسات تساعد على بقاء الفلسطينيين في القدس"، مضيفًا: "الصراع هنا هو صراع وجود، والمؤسسات هي عنوان لكل فلسطيني ومقدسي، وفي الوقت نفسه يعمل الإسرائيليون على إلغاء وجود هذه المؤسسات لأنها فلسطينية".

وأوضح بكيرات أن الظروف الدولية المحيطة بالفلسطينيين جميعًا والمقدسيين خاصة، تشجع الاحتلال على مواصلة سياساته العنصرية بحق المؤسسات المقدسية على اختلاف مجالاتها وتنوعها.

وشدد على أهمية تقديم الدعم المادي والسياسي والمعنوي للمؤسسات المقدسية لمساعدتها على الصمود في وجه الاحتلال، وقال: "الاحتلال انفرد بأهل القدس لأنهم لم يجدوا من يساندهم خاصة في ظل الصمت العربي والإسلامي الرسمي والشعبي أيضًا".

وطالب بضرورة إشراك العالم الإسلامي أنظمة وحكومات في التصدي لممارسات الاحتلال، مع دعوة جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي إلى تفعيل صندوق القدس لدعم مشاريع إسكانية واقتصادية وتعليمية وثقافية وصحية وسياحية في المدينة.