(وثيقة البراق) هي وثيقة صدرت مؤخرا في السابع من فبراير ٢٠١٧م، عن منظمة التعاون الإسلامية لدعم القدس وفلسطين، وذلك من خلال فعاليات المستوى الدولي لمؤسسة الصناديق الإنسانية التابعة للمنظمة، في الاجتماع الأخير الذي عقد في الدوحة.
وثيقة البراق تعد عملا إسلاميا عظيما إذا ما وجدت طريقها للتنفيذ، ذلك لأنها محاولة إسلامية جماعية لدعم القدس والأقصى، وحماية المدينة المباركة من عمليات التهويد والاستيطان التي تتواصل بوتيرة متسارعة، محاولة استغلال فترة رئاسة الرئيس الأميركي الجديد (دونالد ترامب) بصفته كنزا لا يعوض لدولة الاحتلال، لا سيما من خلال تأييده الاستيطان، وكراهيته الجاليات الإسلامية، ووصفه الإسلام نفسه بالتطرف والإرهاب.
لقد أطلقت منظمة التعاون ما يسمى النداء العالمي لحشد التأييد العربي والإسلامي الجماعي لمدينة القدس، وقد جاء في النداء ما يأتي:
(إن الإيمان التاريخي الراسخ للعرب والمسلمين في مدينة القدس قلب فلسطين، منذ أوجدها الكنعانيون العرب، ومنذ معجزة الإسراء والمعراج، التي ربط الله عز جل بها القدس بمكة المكرمة، ومنذ وثق عمر بن الخطاب في أهديتها العمرية عروبتها، وقد تعايش فيها الإسلامي والمسيحي).
ووقع على النداء العالمي، الذي حمل عنوان وثيقة البراق شخصيات عربية وإسلامية كبيرة، وشهد المؤتمر انطلاق أربعة صناديق إنسانية جديدة لدعم القدس، وهي:
1- الصندوق الإنساني لشئون القدس وفلسطين، ويختص بالتمكين الاقتصادي والاجتماعي للشعب الفلسطيني، ودعم البرامج التي تساهم في صيانة الأماكن المقدسة والحفاظ عليها.
2- الصندوق الإنساني العالمي للمساجد الذي يهدف إلى عمارة المساجد.
3- الصندوق الإنساني للمياه، المعني بوضع الخطط وتنفيذ المشروعات الاستراتيجية لمعالجة مشاكل المياه في الدول الأعضاء في المنظمة.
4- الصندوق الإنساني العالمي للأيتام، الذي يهدف إلى نقل الأيتام من دائرة الاحتياج إلى دائرة الإنتاج والمساهمة.
وتعد هذه الصناديق إحدى مؤسسات منظمة التعاون الإسلامي ومقرها في الدوحة بقطر. إن وثيقة البراق بهذا التوصيف الصادر عن منظمة التعاون، يحمل روح الإسلام التكاملية والتكافلية، في وقت القدس هي في أمس الحاجة إلى مثل هذه الوثيقة بمضامينها الجيدة، وإلى مثل هذه الصناديق الإنسانية التعاونية.
وأتمنى من الله أن يلمس سكان مدينة القدس أثر هذه الوثيقة، وأثر هذه الصناديق الإنسانية، وأتمنى أن تكون هناك روح صادقة تجمع الأعضاء على الخير بغير معوقات في التنفيذ.
وثيقة البراق وثيقة أكثر من جيدة، والتنفيذ يعطيها قيمتها الحقيقية في وجه غول الاستيطان والتهويد. قرأنا وثيقة البراق، ونحن ننتظر العمل.