لا بد في البداية من الإشارة إلى أن جميع اعمال المقاومة في الاراضي الفلسطينية المحتلة هي مقاومة شعبية ولا تخرج عن الاطار الشعبي الفلسطيني سواء كانت منظمة وعسكرية ولها تشكيلاتها الخاصة كما هو الحال في كتائب القسام والسرايا والاقصى وغيرها او كما هو حال المظاهرات والمسيرات المنظمة او العشوائية ضد المحتل الاسرائيلي، وبالتالي لا يجوز وصف المسيرات بالمقاومة الشعبية ونفي الصفة عن غيرها مما ذكرنا، ولكل طرف وجهة نظر في تصنيف المقاومة ولكن بشرط ان يكون التصنيف صحيحا ودقيقا ولا يقصد به تفريق الصف المقاوم.
كنا نسمع كل يوم جمعة عن مسيرات ضد الاحتلال والجدار الفاصل ونهب الاراضي في بلعين ونعلين، وكان الناس يخرجون شيبا وشبابا وصغارا للمشاركة في تلك المسيرات، القلوب كانت موحدة والنوايا كانت طيبة وهي التعبير عن رفض ما وقع على القريتين من ظلم يضاف إلى جريمة الاحتلال نفسها، ثم بدأت الوفود الأجنبية تتوافد للمشاركة في تلك المسيرات والتغطية الاعلامية بدأت تتضخم حتى استجلبت شخصيات سياسية كبيرة، ولكن تطور الامر حتى شاركت وفود اسرائيلية ممن يسمون انفسهم بأنصار (السلام) وتوالت الغرائب والعجائب حتى اصبحت ساحة المقاومة اشبه بساحة تصوير افلام هوليود ترى فيها شخصيات "أفاتار" و"بابا نويل"، يعني الامور ببساطة اصبحت مائعة ولا علاقة لها بالمقاومة فانسحب الجادون والوطنيون ثم اختفت الوفود واختفى الإعلام ولم يعد هناك مقاومة حاول بعض جعلها النموذج الامثل للمقاومة وما هي كذلك، والدليل ان الاعلام والمال افسدها ولم تعد قائمة ولم نعد نسمع عن مقاومة سلمية ولا "شعبية" في الضفة الغربية ولكن قدر الله ان اندلعت انتفاضة القدس منذ اكثر من عام وما زالت مستمرة.
المقاومة الشعبية العسكرية في غزة هي ايضا مستهدفة ونحن نعلم ان المقاومة دون حاضنة شعبية وشخصيات سياسية تمثلها وتعكس توجهاتها وتبين اهدافها ستكون مقاومة ضعيفة جدا، ولأن الشعب الفلسطيني يعتبر المقاومة خطا احمر فإن البعض ممن يكنون العداء لمشروع المقاومة والتحرير يعملون على سحق الحاضنة الشعبية للمقاومة وتشويه شخصياتها السياسية بشكل متعمد كمقدمة لإجهاض المقاومة ذاتها، ولا يملك اولئك سوى الاشاعات والاكاذيب لتحقيق اغراضهم ولكن الخطر في ذلك هو انجرار المخلصين والوطنيين ممن يؤيدون المقاومة خلف تلك الاشاعات فيتحولون الى ابواق ترفع العسكري وتخفض السياسي وتساهم في تنفيذ خطة ضرب الحاضنة الشعبية تمهيدا للقضاء على المقاومة ذاتها.