فلسطين أون لاين

ويلحق الخسائر بأصحابها

الجدار العنصري يغرق مئات الدونمات غرب قلقيلية

...
صورة أرشيفية لجدار الفصل العنصري
قلقيلية - مصطفى صبري

تكبد المزارعون في مدينة قلقيلية خسائر فادحة نتيجة حجز جدار الفصل العنصري الإسرائيلي غرب المدينة لمياه الأمطار وتجميعها في الأراضي المزروعة بالخضروات على أعماق مختلفة، واختلاطها بمياه المجاري القادمة من مستوطنات "ايال وسوريجال وكوخاف يائير".

المزارعون في المنطقة تحدثوا عن معاناتهم التي تتكرر كل عام مع تدفق مياه الأمطار من جهة الشرق إلى الغرب، وعدم فتح سلطات الاحتلال الفتحات المخصصة لتصريف المياه من تحت الجدار العنصري أو فتح بعضها وإغلاق أخرى.

المزارع أحمد سلمي الذي يمتلك عشرات الدونمات المزروعة بالخضروات، يقول: "كل المزارعين في العالم ينتظرون هطول نعمة المطر، بينما نحن نخاف منه، لأن الجدار سيجعل منه نقمة بدلا من أن تكون نعمة علينا وعلى مزروعاتنا، فاحتجاز المياه على امتداد الجدار غرب قلقيلية للمياه يحولها إلى مستنقع تغرق فيها الخضروات، ويلوثها بالمياه العادمة القادمة من المستوطنات القريبة".

وأضاف سلمي لـ"فلسطين": "خسارتنا في المنخفض الأخير تزيد عن المليون ونصف المليون شيقل، والاحتلال يجب أن يتحمل الخسائر، فعدم فتح البوابات المخصصة لتدفق مياه الأمطار أدى إلى هذه الخسائر، مع أن فتحها يكون الكترونيا وسهلا جدا من خلال كبسة زر، ولكن تأخر هذه الكبسة أدى إلى هذه الخسارة، التي نعاني منها كمزارعين" حسب تعبيره.

المزارع السبعيني عبد الكريم العدل قال لـ"فلسطين": "في كل منخفض تتجدد المأساة والخسارة والنكد والتنغيص، ولولا أننا لا نريد أن نترك أرضنا فارغة، لما قمنا بالزراعة في فصل الشتاء، فالزراعة مغامرة في ظل وجود الجدار وتجمع المياه، والذي يزيد من الخسارة تدفق مياه المجاري التي تمر من المكان في واد مكشوف، فيما أن ارتفاع منسوب المياه يؤدي إلى تدفقها على مزارعنا وبيوتنا".

أما حسن السمان، والد الشهيد محمد السمان، الذي يقع منزله مع عشرات المنازل بالقرب من الجدار يصف حياته مع جيرانه في كل منخفض بغير المستقرة، حيث يترقبون الغرق كما حدث في السنوات السابقة.

ويقول السمان لـ"فلسطين": "نحن في أخفض نقطة في مدينة قلقيلية ووجود الجدار العنصري يمنع مرور مياه الأمطار بشكل طبيعي، وتتشكل بحيرة صغيرة إذا زادت حدة هطول الأمطار، وفي السنوات القليلة السابقة اضطررنا إلى استخدام القوارب لإنقاذ العالقين، فالمياه ارتفعت ثلاثة أمتار، وغرقت الطوابق الأولى من المنازل".

المهندس أحمد عيد مدير دائرة الزراعة في قلقيلية، قال لـ"فلسطين": "نحن نتحدث عن مساحات كبيرة من الأراضي تتعرض للغرق والتلوث معا غرب المدينة، والمزارعون منكوبون في هذه المنطقة بفعل الجدار واحتجاز مياه الأمطار بشكل كبير جدا".

وأكد عيد أن الاحتلال يتعمد هذا الأمر حتى يهجر المزارع الفلسطيني من أرضه القريبة من الجدار العنصري، وتدفيعه فاتورة باهظة، فالأراضي التي لم يعزلها الجدار خلفه يقتلها باحتجاز مياه الأمطار، والمجاري القادمة من المستوطنات.