فلسطين أون لاين

​مصنع حلويات تديره سيدة فلسطينية ينافس المنتجات "الإسرائيلية"

...
صورة أرشيفية
قلقيلية - مصطفى صبري:

لا حدود لتحقيق الحلم لدى الفرد في فلسطين، فمن بين ركام إجراءات الاحتلال والاستيطان يبزغ التحدي لكل هذه المعيقات، ويفرض نفسه على أرض الواقع.

السيدة شروق عودة من قرية الفندق شرق قلقيلية في شمالي الضفة الغربية المحتلة، تمتلك مصنعًا للحلويات باسم "بيت الحلوى" على مساحة 300 متر مربع، يعمل فيه طاقم عاملات من بنات المنطقة.

شروق تتحدث عن هذه التجربة سيدةً فلسطينيةً لها طموح إلى امتلاك مصنع يستوعب 30 عاملة بدلًا من خمس عاملات كما الآن، ومنافسة منتجات المستوطنات في مستوطنة "بركان" وغيرها من المستوطنات.

تقول شروق لـ"فلسطين": "بعد إنهاء التوجيهي سافرت إلى الأردن والتحقت بالجامعة، وفي السنة الثانية انقطعت عن الدراسة وعملت مدربة تنمية اجتماعية ومتطوعة في عدة مجالات، وكنت أصنع الحلوى في المنزل وأبيعها حسب طلبات الزبون، وبعدها تطورت الفكرة إلى إقامة مصنع فيه خط إنتاج مكون من خمس ماكنات تصنع 30 صنفًا من الأطعمة والحلويات، وأصبح المنتج ينافس منتج المصنع في مستوطنة "بركان"، وقد علمتُ أنهم متضايقون من منتج مصنعي، ويحاولون ضرب صمودنا بتخفيض الأسعار، فيعرض مصنع المستوطنة السعر بتسعة شواكل، وهذا السعر هو سعر التكلفة عندي في المصنع، ومع هذه المنافسة الشديدة لمصانع المستوطنات يستمر المصنع بالإنتاج، وأقود شخصيًّا المركبة وأوزع المنتج على المحلات، واتفقت مع التجار على الحضور إلى المصنع وتحميل البضاعة لتوصيلها إلى مدن فلسطينية".

تضيف شروق عودة بقوة وتحد: "في البداية الهدف من إقامة مصنعي كان اقتصاديًّا، واليوم أضيف إليه إنقاذ بناتنا من العمل في المستوطنات، بعد أن وفرت لعدد منهن فرصة عمل في مكان آمن وقريب من منازلهن، ولذلك كانت الهجمة كبيرة على المصنع من المستوطنين".

تواصل شروق حديثها: "أنا أعمل بترخيص من وزارة الصحة، وكل الشروط المطلوبة متوافرة، ومنذ إقامة المصنع لم أتلق أي دعم من أي جهة رسمية أو القطاع الخاص، وأملي أن أجد دعمًا لتطوير المصنع ليكون بطاقم تشغيلي يزيد على ثلاثين عاملة، بخط إنتاج آلي يخفض من التكاليف ويزيد من الإنتاج، وينافس الأسعار التي تطرحها مصانع المستوطنات من أجل ضرب صمودنا".

العاملات في المصنع أكدن أن بيت الحلوى وفر لهن مأوى ملائمًا، بسبب قربه من منازلهن، وملاءمته لخصوصية المرأة الفلسطينية.

بدوره قال رئيس الغرفة التجارية في محافظة قلقيلية طارق شاور: "نحن في الغرفة التجارية سنحاول فتح الآفاق لهذا المصنع الذي ينافس بضائع المستوطنات، خاصة أن بضائع المستوطنات مرفوضة في أسواقنا، وهناك قرار سياسي بهذا الأمر، ولهذا سنحاول تقديم كل ما يلزم من إمكانات باستطاعة الغرفة التجارية توفيرها لمصنع الحلويات في قرية الفندق، إضافة إلى التواصل مع الجهات المختصة لاعتماد المصنع مصنعًا منافسًا لمنتجات المستوطنات".