فلسطين أون لاين

​تصدر عن هيئات مهتمة بشأنهم

ما الذي تشكله الأخبار غير الموثوقة على الأسرى؟

...
صورة أرشيفية للأسرى في سجون الاحتلال
غزة / رام الله - أحمد المصري

تضج وسائل الإعلام المحلية على مختلف أنواعها وأشكالها بالأخبار المرتبطة بمجريات واقع الأسرى ومتابعة أحوالهم وظروفهم اليومية في سجون الاحتلال الإسرائيلي، إلا أن كثيرًا مما تنشره بعض هذه الوسائل من أخبارها في شأن الأسرى، يحمل الكثير من التناقض والمبالغة وعدم التيقن من دقة الأخبار وصحتها، وهو ما تحاول صحيفة "فلسطين" تسليط الضوء على ما يفرز من آثارٍ على واقع الأسرى وحياتهم مع مسؤولين فلسطينيين.

مسؤول مكتب إعلام الأسرى عبد الرحمن شديد، شدد على أن تناول وسائل الإعلام المختلفة أخبار وأحداث الأسرى في سجون الاحتلال، دون تغليفها بالمصادر الموثوقة يتوازى تمامًا مع إعلام يهمش الأسرى في طرحه وبرامجه.

وقال شديد لصحيفة "فلسطين": إن بعض وسائل الإعلام أو المؤسسات المهتمة، تنقل الأخبار المتعلقة بشأن الأسرى على علاتها، أو عن طريق أسير داخل الأسر ليس على اطلاع كامل ودراية بتفاصيل الأحداث التي جرت داخل السجن، وهو ما يوقع هذه الوسائل في "خطأ فادح" ذي تأثير كبير على الأسرى أنفسهم.

مبالغة وتهويل

ولفت شديد إلى أن هذه الوسائل والمؤسسات تندفع في تغليف أخبارها المتعلقة بالأسرى بنوع من المبالغة والتهويل، ودون التأكد من صحة ما تنشر، ظنا منها أن ذلك يعمل على استقطاب جمهور أكثر لديها، وتوسيع حالة التضامن مع الأسرى.

وقال إن هذا التهويل وهذه المبالغة، يضران أكثر مما ينفعان بحق الأسرى، لافتا إلى أن كثيرًا من المنجزات التي حققها الأسرى سحبت من إدارة السجون، نتيجة للمبالغة الإعلامية الحاصلة في الساحة الفلسطينية، بعد أن وقعت الإدارة تحت تأثير الإعلام الإسرائيلي والمؤسسات السياسية والأمنية.

وأضاف "حينما يتم نقل أخبار متعلقة بالأسرى وتصديرها عبر وسائل الاعلام باستخدام ألفاظ مستفزة ومبالغ بها، كالقول إن إدارة السجون تستجدي الحوار وتلهث وراءه، أو إنها قبلت بتحقيق منجزات للأسرى بعد إجبارها عليها، تضطر هذه الإدارة تحت ضغط وتحريض كبير عليها لسحب منجزات للأسرى وقطع حوارها معهم".

وشدد على أن التنافس في تصدير الأخبار، من دون التيقن منها، في محاولة لإبقاء اسم المؤسسة الإعلامية أو المؤسسة المهتمة بشأن الأسرى "لامعًا"، حق لها ولكن على أن لا يغلب مصلحة الأسرى وحقيقة الأمور عندهم، سيما وأن نقل الأخبار دون مسؤولية تترك من الأضرار مالا يمكن إصلاحه.

من جانبه، قال قدورة فارس رئيس نادي الأسير: إن الأصل في نشر أي أخبار إعلاميًا، أن تكون ذات صلة بأمور واقعية وقد حصلت تمامًا داخل السجن، وتم نقلها عبر جهة موثوقة سواء كانت داخل الأسر أو خارجه، إلى جانب الابتعاد عن المبالغة والتهويل والكذب.

كثرة المؤسسات

وأضاف لصحيفة "فلسطين"، أن كثرة المؤسسات الإعلامية والمهتمة بشأن الأسرى، ساهمت في كثرة نقل الأخبار ونشرها دون تأكد تام من صحتها، مشيرًا إلى أن نقل هذه المؤسسات أخبارا عبر أسرى داخل السجون يعد من قبلها إنجازا في الوصول لمصدر الأخبار الأساسي، بينما قد يشير الواقع إلى أن الأسرى الذين تم النقل عنهم هم على اطلاع سطحي لمجريات الأحداث.

وسرد فارس واقعة حقيقية كانت ذات تأثير سلبي على الأسرى داخل السجن، وقد كان لنقل الأخبار غير الموثوقة والمبالغ بها من داخل السجون الدور الأبرز بحدوثها، حيث أخضعت إدارة السجون قيادة الأسرى للمساءلة بعد ما نُقل إعلاميًا في الساحة الفلسطينية عن حرمان إدارة السجون لعلاج أسير داخل الأسر، في وقت كانت فعليا تقوم بعلاجه.

وإلى جانب ذلك، لفت إلى أن الأسرى لا يرغبون حقيقة في نقل كافة الأخبار التي تحدث داخل السجون معهم، كالحوارات التي تجري مع ادارة السجون في بعض الأحيان، وذلك لأن الاعلان عنها وتسريب فحواها، يخلق حالة ضغط على الإدارة من قبل الاعلام الإسرائيلي والذي يشكل ضغطا بدوره يمكن عبره أن ينسف أي انجاز يمكن تحقيقه.

ودعا فارس إلى ضرورة تعامل الجهات الإعلامية والمهتمة بشأن نقل أخبار الأسرى مع المؤسسات الموثوقة وذات الخبرة، أو الأسرى الذين هم على تماس مباشر مع ما يجري داخل السجون، ودون تداول الأخبار بشكل مبالغ أو مهول فيه، وذلك لما تضفيه هذه المبالغة والتهويل بأثر سلبي على الأسرى في السجون.