فلسطين أون لاين

الريماوي : الوقت في نظر الاحتلال غير مناسب لحرب مع غزة

تهديدات الاحتلال بحرب على غزة.. تخبط أم سياسة مدروسة؟!

...
صورة أرشيفية لأفيغدور ليبرمان
غزة - يحيى اليعقوبي

حالة من التصريحات الإسرائيلية المتضاربة بشأن شن عدوان جديد على قطاع غزة، فالاحتلال عبر وزير جيشه أفيغدور ليبرمان وبعض المسؤولين في حكومة الاحتلال يصرحون أن الأجواء لا تشير إلى حرب، وفي الوقت ذاته ترى قيادات أخرى أنهم سيخوضون حربًا في ربيع العام الجاري.

ليبرمان قال: إن الاحتلال غير معني بالحرب على الجبهتين الجنوبية مع غزة أو الشمالية على الحدود السورية اللبنانية، فيما قال زعيم حزب "البيت اليهودي" نفتالي بينت، خلال زيارته لمستوطنات غلاف غزة، الثلاثاء الماضي، إن "الحرب القادمة ستقع لا محالة".

"الاحتلال ومؤسسته الأمنية ترى أن الوقت غير مناسب لخوض حرب مع قطاع غزة، لأن الرؤية الإسرائيلية لا يوجد فيها حزم بمسألة إنهاء حكم حماس، لأن ذلك يحتاج إلى احتلال قطاع غزة وهذا غير ممكن"، بحسب مختصين تحدثا لصحيفة "فلسطين".

وأكدا أن فرص اندلاع الحرب ليست قريبة، إلا أنه ذكر أن هذا لا يعني في ظل أزمة نتنياهو وغيرها من الأزمات ألّا يذهب الاحتلال لعملية تصعيد هنا أو هناك، مشيرين إلى أن الاحتلال يأتي دائمًا من مساحات غير متوقعة، لكن الحالة الفلسطينية واعية لخطوات الاحتلال.

وبينا أن التحسن السياسي ما بين مصر وحماس يشير إلى أن الحرب ليست واردة، خاصة وأن المقاومة في مرحلة إعمار، والاحتلال خارج من حرب كلفته كثيرًا وما زالت تلاحقه حتى اليوم.

وبشأن دوافع الحرب لدى الاحتلال، بينا أن المعنيين بالحرب هم المتطرفون كنفتالي بينت، الذي خسر موضوع وقف إخلاء مستوطنة "عمونا" المقامة بالقرب من رام الله بالضفة الغربية، موضحًا أن بينت يريد كسب صوت الناخب بموضوع الحرب على غزة.

مدير مركز القدس لدراسات الشأن الإسرائيلي علاء الريماوي، يقول إن جيش الاحتلال يرى أن السيطرة على غزة سيؤدي إلى مقتل 16 ألف جندي إسرائيلي وهذا ما لا يقبله الإسرائيليون، مستبعدًا وجود حرب خلال الشهور الأربعة القادمة.

والارتباك الإسرائيلي كما تابع الريماوي لصحيفة "فلسطين"، يظهر عندما يحدث تصعيد على جبهة الجنوب، وأوضح أن الاحتلال إذا أراد تنفيذ عملية ستكون خاطفة، وأن هناك خشية لأن الأهداف يجب أن تكون واضحة بمعنى أنه لا يمكن الخوض في عملية عسكرية دون أن يكون هناك وضوح فيها.

أزمة داخلية

الخبير في الشأن الإسرائيلي هاني أبو سباع يقول "هناك تصدع في الائتلاف الحاكم الإسرائيلي، خاصة وأن البيت اليهودي يحاول أن يذهب في اتجاه مستغلاً وضع نتنياهو السياسي الصعب".

وأضاف أبو سباع لصحيفة "فلسطين"، "أن إطلاق الصواريخ من قطاع غزة مؤخرًا لم يكن من قبل حماس، وإنما من قبل فصائل خارجة عن السيطرة"، مشيرًا في ذات الأثناء إلى وجود ملفات كبيرة لم تفتح بعد فيما يتعلق بما لدى المقاومة من جنود إسرائيليين.

وأشار إلى أن بعض تجارب صواريخ المقاومة وصلت إلى سواحل قبرص، إضافة إلى سماع المستوطنين في غلاف غزة أصوات اهتزازات تحت الأرض، لافتًا إلى أن قرابة 56 مستوطنة يعيش فيها ربع مليون إسرائيلي في غلاف غزة، لا يشعرون بالأمر.

وكان هناك حراك حدث، مؤخرًا، في ملف جنود الاحتلال لدى المقاومة، كما تابع، مبينًا أن الاحتلال تحدث عن أطروحات قدمت للمقاومة، والمقاومة قالت إنها لا ترتقي للمستوى المطلوب، مؤكدًا أن دخول وساطات بهذا الملف يحتاج إلى هدوء على الجبهة الجنوبية.

وبحسب أبو سباع، فإن الخسائر التي مني بها الاحتلال خلال حرب 2014م كبيرة، وما زالت إعادة تأهيل الجنود المصابين ماثلة وهناك مطالبة بمحاكمة بعض قادة جيش الاحتلال.

والحرب الأخيرة (العصف المأكول)، وفق المختص في الشأن الإسرائيلي، كلفت الاحتلال الكثير، وأنها من أكثر المواجهات خسارة في العتاد والجنود لدى جيش الاحتلال، وأضاف: "المقاومة وحسب تقارير إسرائيلية لديها عتاد يغطي كافة الأراضي المحتلة خاصة مدن الساحل".

وأشار إلى أن وقف الملاحة الجوية وإغلاق مطار "بن غوريون" الإسرائيلي خلال الحرب الأخيرة، كان حدثًا استراتيجيًا كبيرًا لم تنتبه له منظومة أمن الاحتلال.

ولفت الأنظار إلى وجود حرب باردة بين المقاومة والاحتلال على حدود قطاع غزة، بعد أن قامت المقاومة بزراعة أشجار كسواتر طبيعية، كذلك خوف الاحتلال المتواصل من ترسانة السلاح لدى القسام، لافتًا إلى أن الاحتلال يخشى أن تكون المفاجأة القادمة عبارة عن طائرات مفخخة تشن هجمات على أماكن حيوية لدى الاحتلال.

وقال أبو سباع "سنشهد حربًا سياسية لدى الاحتلال، قد تؤدي إلى تغير بالمشهد الإسرائيلي تقود إلى انتخابات مبكرة، إلا أن اليمين المتطرف هو السائد، وما سيخسره الليكود سيذهب لليمين".