يوافق الأحد 7 تموز/ يوليو، الذكرى الخامسة للعدوان الإسرائيلي على غزة صيف 2014، والتي ما زالت نتائجها وتأثيراتها تضرب بعدة اتجاهات حتى الآن، وتنعكس على الواقع الحالي والمعاش سواء بالضفة أو غزة أو حتى لدى المحيط.
من عام 2014 وحتى الآن، ونحن في عام 2019 بقي الاحتلال من ناحية قوته كما هو، وان كان قد تراجع من ناحية هيبته وقوة ردعه، لكن غزة زادت قوتها فصارت تضرب وتوجع وتصل لكل نقطة في الاحتلال وبعدة أسلحة أقوى من ذي قبل.
باعتراف كتاب دولة الاحتلال فإن غزة زادت شوكتها، ودقة صواريخها، وصار لديها سلاح طيران من طائرات مسيرة صغيرة، وصارت تملك غواصين وتهدد الملاحة البحرية، وصارت أسلحة حماس ليست لفصيل بل لجيش قوي، وهي نقطة ضعف "نتنياهو" خلال معركته الانتخابية الحالية.
كل فلسطيني يشعر بالزهو والفخر عندما يرى غزة ترد القصف بالقصف، في الوقت الذي يتم فيه قصف دول من قبل الاحتلال ولا يوجد رد سوى بيانات الشجب والاستنكار والتوجه لمجلس الأمن الدولي ملاذ الضعفاء، ويتباهى كل فلسطيني بقدرة المقاومة في غزة على تهديد الاحتلال وقصف قلب كيانه في أي لحظة.
الاحتلال أطلق على الحرب العدوانية "الجرف الصامد"، فلا جرف تم ولا صمود للاحتلال بقي، فيما ردت المقاومة بمعركة "العصف المأكول"، والذي وصف بالأكثر عدوانية وشراسة على مدار 51 يوما متواصلا، ارتكب فيها الاحتلال مجازر وجرائم حرب بهدف ردع غزة.
ونشر إعلام الاحتلال مذكرات لوزير الخارجية الأمريكي الأسبق جون كيري، يقول فيها: إن نتنياهو كان خائفا من حرب "الجرف الصامد" (المسمى الإسرائيلي للعدوان على غزة) عام 2014 في غزة والتقى نتنياهو بعد منع الرحلات الجوية إلى (إسرائيل) بسبب تهديد الصواريخ من غزة.
قادة العدو اعترفوا بأن معركة "العصف المأكول" كانت هزيمة فادحة لكيانهم على الصعد العسكرية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والنفسية، وأقر مسؤولون صهاينة بقولهم: "خسرنا معركة استراتيجية أمام قطاع غزة"، فيما رأى رئيس الموساد الإسرائيلي السابق مائير دغان أن "رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو فشل فشلاً مدويًّا في غزة".
وحسب بيانات إسرائيلية رسمية، فإن 64 عسكرياً و3 إسرائيليين قُتلوا، وأصيب 1008 آخرون، بينهم 651 عسكريا و357 مستوطنا، بينما تقول "كتائب عز الدين القسام"، إن مجاهديها وحدهم قتلوا 161 ضابطاً وجندياً صهيونيا، فيما تشير المعلومات لوجود 4 إسرائيليين في الأسر لدى القسام.