فلسطين أون لاين

​زراعة المشمش.. إرث عائلة "طنطيش" الذي تتحدى به الزمن

...
عمر مزرعة المشمش التي تمتلكها العائلة لها عمر يزيد عن 15 سنة
غزة/ صفاء عاشور:

ما بين أشجار المشمش والتفاح يتنقّل المزارع زهير طنطيش من بيت لاهيا شمال قطاع غزة بين أشجاره التي قد مضى على زراعتها أكثر من 15 عامًا، قضاها طنطيش بالاهتمام بها وجعلها جودة فاكهتها تضاهي المستوردة من الخارج.

وتعد أرض طنطيش من أكثر الأراضي الزراعية شهرة في قطاع غزة، كما أن انتاجها من التفاح "اللهواني" نسبة إلى بيت لاهيا والمشمش، من أكثر أنواع الفواكه جودة، وتغطي كمية كبيرة من احتياج قطاع غزة من هاذين الصنفين.

وأكد المزارع طنطيش أن منطقة بيت لاهيا كانت تشتهر بزراعة الفاكهة منذ القدم، وأرض العائلة كانت مزروعة قديمًا بزراعة الحمضيات والفراولة ولكن في السنوات الأخيرة اتجه لزراعة أشجار المشمش والتفاح.

وقال في حديث خاص لـ"فلسطين": إن "عمر مزرعة المشمش التي تمتلكها العائلة لها عمر يزيد عن 15 سنة، حيث تم زراعة أشجار منوعة من التفاح واللوزيات على اختلافها على مساحة 4 دونمات".

وأضاف طنطيش "زراعة المشمش والتفاح لا تحتاج إلى جهد كبير في الاعتناء بها، كما أن العائد الاقتصادي والدخل المادي من ورائها يكفي مصاريفها ويحقق بعض الأرباح إن كان حال الأسواق المحلية جيدًا".

وبين أن جودة ثمار مزرعة المشمش تجعل المستهلك يظن أن هذا المنتج مستورد من خارج قطاع غزة، منبهًا إلى أن السبب في جودة ثمار الأرض هو الاهتمام والرعاية والخبرة التي توليها للمزرعة بشكل دائم.

وأوضح طنطيش أنه أفنى حياته في الاهتمام بالأرض ويخاف عليها من استمرار تقسيمها بين الورثة، خاصة أن المساحة الإجمالية للأرض في السابق كانت ما يقرب من 50 دونمًا، وبسبب تقسيم الأرض بين الورثة أصبح ما تبقى له 4 دونمات، يشترك معه اخوته.

وأردف "الأرض حاليًا تنتج ما يقرب من 3-4 أطنان من المشمش ويتم توجيه الانتاج للسوق المحلي"، مبينًا أنه لا توجد امكانية للتصدير للخارج خاصة في ظل احتياج القطاع للكميات المزروعة من هذا المحصول.

ويحاول طنطيش أن يعزز حب الأرض عند أولاده للاستمرار في الاحتفاظ بها كما احتفظ بها هو عن والده وجده من قبله، وللحفاظ عليها من التقسيم بين الورثة.