انتشر خلال الفترة الماضية استخدام الطائرات الصغيرة المُسَيَّرة بدون طيار (الدرونز Drones)، حتى أننا أمسينا نراها في معظم الاحتفالات والمناسبات من أفراح ومهرجانات وافتتاح المحلات والمؤسسات المختلفة، حيث قدَّرت الجهات المختصة في عام 2018، أن عدد الطائرات التي سُتباع في العالم عشرة ملايين طائرة مُسَيَّرة، حيث تُستخدم هذه الطائرات في التقاط الصور الثابتة والمرئية من الجو بطريقة إبداعية رائعة، لكن هل هناك من استخدامات أخرى لمثل هذه الطائرات؟!
تعد التطبيقات التي تستخدم الطائرات المُسَيَّرة كثيرة وفي مجالات متعددة كالمجال التسويقي والصحي والعسكري، ففي مجال الاستخدام اليومي –على سبيل المثال– قامت شركة Wing بتطوير تطبيق من خلاله يُمكن طلب أي منتج يريده المستخدم من أي متجر موجود في منطقة سكناه، حيث تقوم الطائرة (الدرون) بالتوجه مباشرة نحو المتجر الذي يتوفر فيه المنتج وتقوم بإلقاء حبل للشخص المختص في المتجر ليقوم بتحميل المنتج الذي طلبه المستخدم مُسبقاً، بعدها تقوم الطائرة بسحب هذا الحبل وتتوجه منه فورها إلى المكان المُستهدف الذي حدده المستخدم مُسبقاً بواسطة تقنية تحديد المواقع GPS، وأخيراً عند وصول (الدرون) تقوم بتسليم المُنتج من خلال إنزاله بواسطة الحبل للمُستخدِمْ الذي طلبه، وبعد انتهاء الطائرة من تنفيذ مهمتها تقوم بالعودة لمركزها الأساسي لتنفيذ مهمة أخرى، وهَلُّم جرًا.
من تطبيقات المجال الصحي التي يُمكن فيها استخدام مثل هذه الطائرة نقل المستلزمات الطبية بين المؤسسات المختلفة، وإنه من المعلوم أن الطبيعة الجغرافية لمدينة (رَوَند) والموجودة في أفريقيا صعبة ووعرة جدًا، الأمر الذي يستنزف كثيرًا من الوقت والجُهد عند التنقل بين المناطق المُختلفة فيها، إذ أن نقل وحدات دم بين المستشفيات المختلفة كان يستغرق ما بين ساعة حتى خمس ساعات لتوصيلها، وفي ذلك الوقت قد يُتوفى الشخص المريض المُحتاج لها حينها تُصبح هذه العملية بلا قيمة ودون جدوى لأنها لم تحقق الهدف المُراد؛ فكان العلاج لهذه المعضلة بطريقة إبداعية حينما قامت شركة Z-Line بابتكار تطبيق يعمل على الاستفادة من (الدرون) في نقل وحدات الدم والمستلزمات الطبية بين المراكز الطبية والمستشفيات المختلفة، حيث تتواصل تلك المراكز فيما بينها باستخدام منصة الواتس أب، وتستغرق عملية نقل الاحتياجات المطلوبة فترة زمنية لا تتعدى النصف ساعة منذ لحظة الطلب، وبهذه الطريقة تضمن وصول الاحتياج المطلوب في الوقت المناسب الذي يُساعد في إنقاذ حياة المرضى.
ختاماً، آمل أن تدخل هذه التقنية الحديثة من الطائرات حيز الخدمة بقطاع غزة في ظل توفر الحكومة الإلكترونية والإمكانيات اللازمة، لتُقَدِّم الخدمات المُخْتَلِفَة للمُسْتَخدِم ليستقبل بواسطتها (طلبه الطائر)، وما ذلك على الله بعزيز.