تفترش كفاح أبو عودة، الأرض مقابل مقر مؤسسة رعاية أسر الشهداء والجرحى التابعة لمنظمة التحرير بمدينة غزة، برفقة عدد من أمهات الشهداء والجرحى، للتعبير عن غضبهن من جراء استمرار معاناتهن بعدم صرف مخصصاتهم المالية منذ استشهاد أبنائهن خلال عدوان 2014.
وتستغرب أبو عودة تجاهل الجهات المعنية معاناتهم للعام الخامس على التوالي دون حل، متسائلة: "ما الذنب الذي ارتكبناه لنحرم من مخصصاتنا المالية؟! وأين وعود الرئيس محمود عباس بصرف رواتبنا وأن ملف الشهداء خط أحمر؟!".
وتؤكد أنها ستواصل اعتصامها الأسبوعي أمام مقر رعاية أسر الشهداء والجرحى، برفقة الأهالي، لحين الاستجابة لمطالبهم بصرف رواتبهم ومخصصاتهم المالية التي لم يتقاضوها منذ استشهاد أبنائهم.
وناشدت أبو عودة، رئيس السلطة وكل المعنيين الوقوف إلى جانب أهالي الشهداء والجرحى وصرف رواتبهم ومخصصاتهم المالية، ومساواتهم أسوة بغيرهم من أهالي الشهداء.
واحتشد الأهالي أمام مقر مؤسسة أهالي الشهداء، أمس، رافعين صورًا لأبنائهم الشهداء، مرددين هتافات تطالب بصرف رواتبهم ومخصصاتهم المالية ومساواتهم أسوة بغيرهم من أهالي الشهداء.
وتلقى أهالي شهداء عدوان 2014 طوال السنوات الماضية سيلًا من الوعود بإنهاء معاناتهم وصرف مخصصاتهم المالية، لكنها لم تنفذ بعد، بدعوى أنهم بحاجة إلى قرار من رئيس السلطة.
قطع الراتب
وتحني إكرام عدوان، ظهرها المنهك وهي في طريقها إلى مقر مؤسسة رعاية أسر الشهداء والجرحى للمطالبة باستعادة صرف راتب نجلها محمد عدوان الذي استشهد إبان عدوان عام 2008.
وتشير عدوان لصحيفة "فلسطين" إلى أنها تفاجأت بداية العام الجاري بقطع راتب ابنها دون إبداء السبب، متسائلة: "أهكذا يتم تكريم عوائل الشهداء بقطع رواتبهم؟!"، مشيرة إلى أنها تعتاش على ذلك الراتب.
وعدوان هي أم لشهيدين، حيث استشهد الأول "عبد الله"، عام 2004، ولم يتم صرف راتب لذويه منذ لحظة استشهاده.
وتطالب المسنة عدوان، بالعمل على إنهاء معاناة أهالي الشهداء وصرف رواتبهم، وتحييدهم عن الخلافات والتجاذبات السياسية كافة، مؤكدة أن أوضاع الأهالي مأساوية وباتوا غير قادرين على توفير احتياجات أسرهم بسبب تدهور أوضاعهم الاقتصادية جراء استمرار الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع منذ نحو 13 عامًا على التوالي.
أوضاع مأساوية
ولا يختلف الحال كثيرًا مع محمد المغربي والد الشهيدين محمد وعبد الرحمن، الذي دعا رئيس السلطة، ورئيس وزرائه محمد اشتية، للعمل على مساواتهم بأسر الشهداء في الضفة الغربية المحتلة.
واشتكى المغربي، من تدهور أوضاعه الاقتصادية وعدم مقدرته على توفير احتياجات أسرته المكونة من 11 فرادًا، لاسيما بعد استشهاد نجليه اللذين كانا يوفران احتياجات أسرهم، مضيفًا: "لم نكن وقتها بحاجة لمن يعطف علينا ويوفر قوت أسرتي".
ويطالب المغربي أبناء الشعب الفلسطيني وقيادته كافة بالوقوف إلى جانب أهالي شهداء عدوان 2014، والعمل على إنهاء معاناتهم وصرف رواتبهم متسائلًا: "أين مواقفكم من أهالي الشهداء ومعاناتهم؟!، وأما آن الوقت لوضع حدٍّ لمعاناتنا؟!".
وينتظر نحو 1943 عائلة من أهالي شهداء عدوان 2014 على أحر من الجمر توقيع رئيس السلطة قرارًا يقضي بصرف مخصصاتهم المالية.