فلسطين أون لاين

​"غيّر حياتك" حملة للتوعية والإرشاد والعلاج من الإدمان

...
غزة- مريم الشوبكي:

الإدمان خطر يهدّد المجتمعات، تعزّزه الضغوط الاجتماعية والنفسية والاقتصادية، حيث يهرب منها الشخص نحو الإدمان، معتقدًا أنها ستكون سببًا في فصله عن الواقع والتخفيف عنه، ومن أجل ذلك انطلقت حملة في غزة، مؤخرًا، بعنوان "غيّر حياتك".

وأفادت الاختصاصية النفسية في مركز خان يونس للصحة النفسية كفاية بركة، أن حملة غير حياتك انطلقت بداية يونيو/ حزيران الماضي، واستمرت حتى 26 من ذات الشهرة.

وصادف تاريخ انتهاء الحملة؛ اليوم العالمي لمكافحة المخدرات.

وأوضحت بركة لـ"فلسطين"، أن الإدارة العامة للصحة النفسية نفذت الحملة الهادفة لتوعية المواطنين من خطر الإدمان الإلكتروني أو على العقاقير والمهدئات والمسكنات، بسبب الضغوط النفسية والاجتماعية، والأوضاع الاقتصادية الصعبة التي أظهرت الإدمان باختلاف أنواعه.

وأشارت إلى أن فكرة "غير حياتك" ركزت على تعزيز دور الأسرة باعتبارها الحاضنة الأساسية للأبناء، وكذلك على تعزيز الرقابة الذاتية لديهم للوقاية من الإدمان، وكيفية إدارة الضغوط والمشاكل بدون الهروب إلى الإدمان.

ولفتت بركة إلى أن التوعية بالحملة انطلقت من ست مراكز للصحة النفسية منتشرة في كل المحافظات، والفئة المستهدفة أولياء الأمور، والمراهقون، والشباب، بالإضافة إلى المدمنين في السجون ومراكز الشرطة.

وعن نشاطات الحملة، قالت بركة: إنها "تعقد لقاءات تثقيفية وتوزع نشرات ارشادية، بالإضافة إلى لقاءات توعوية للشباب، وعبر الراديو والتلفزيون ومواقع التواصل، لنعرف الناس أن هناك مركز الأمل للعلاج المجاني من الإدمان".

وأردفت الاختصاصية النفسية: أن "مركز علاج الإدمان بالإضافة إلى مراكز الصحة النفسية ستعمل على علاج المدمن وتأهيله ومن ثم دمجه في المجتمع".

وتابعت: "نركز بشكل كبير على توعية الناس من الإدمان بأنواعه على المنبهات والمسكنات، والالكتروني، ونعرفهم على أهم الأسباب التي تدفعهم نحو الإدمان من الفقر، والتفكّك الأسري، والضغط، والأسباب الشخصية من رفقاء السوء وقلة الوازع الديني".

وبينت بركة أن الحملة تركز في الأساس على دور الأسرة والوقاية من الإدمان، وتعزيز أساليب التواصل الاجتماعي بين الآباء والمراهقين، وتنظيم وقت الفراغ، والرقابة الذاتية لدى الأبناء، والتعريف بالإدمان وأعراضه النفسية والجسمية والسلوكية، والآثار السلبية للإدمان من ناحية قانونية واجتماعية.

ولفتت إلى أن الحملة لا تقوم على التوعية فقط، وهي تشمل تقديم العلاج للمدمنين من خلال تزويدهم بمركز الأمل مع التركيز على السرية التامة.

وأشارت بركة إلى أن مراكز الصحة النفسية تعمل خلال الحملة بمنظومة متكاملة؛ تشمل المرحلة الأولى منها إزالة السمية (الأعراض الانسحابية التي تظهر على المدمن)، فيما المرحلة الثانية تشمل مظاهر الشفاء المبكر من خلال التشخيص والثقة والعلاج، أما المرحلة الثالثة فهي الاستقرار والتحسن بالتأهيل النفسي والمجتمعي.

وأكدت أن الحملة ركزت على الوقاية من انتكاسة المدمن بعد شفائه وعودته للاحتكاك بالمجتمع، حيث يتم التواصل معه بعد خروجه ومتابعته.

وكشفت الاختصاصية النفسية أن الحملة حققت نتائج بداية من تقبل الناس لفكرة العلاج من الإدمان، حيث تم تحويل حالات للعلاج من الميدان، وبعض المدمنين توجهوا للمراكز طلبًا للعلاج.

وذكرت أن الحملة ستختم نشاطاتها في 26 يونيو/ حزيران الجاري، بتنظيم يوم علمي سيتم استدعاء عدد من المختصين في المجال، وعرض إجازات الحملة ونتائجها وتوصياتها.