فلسطين أون لاين

آخر الأخبار

"هند رجب" تحوَّل رحلة استجمام لضابط "إسرائيليّ" إلى مطاردة قانونيَّة بقبرص.. ما القصَّة؟

ترامب وإعادة رسم الجغرافيا السياسية للمشرق العربي

بخيام مهترئة.. النَّازحون في غزَّة يواجهون بردِّ الشِّتاء والمنخفض الجوِّيِّ

تقارير عبريَّة: هكذا هزمتنا فلسطين إعلاميًّا.. وأبو شمالة يعلِّق: الاعتراف نتاج للواقع الميدانيِّ بغزَّة

دبلوماسيّ سابق لـ "فلسطين أون لاين": استمرار الحرب على غزَّة يساهم في شلِّ قدرة الاحتلال

أوقعتْ 20 قتيلًا.. الداخليَّة بغزّة توضح تفاصيل حملةً ضد عصابات سرقة شاحنات المُساعدات

إنَّهم يألمون.. حزب اللَّه يكشف عن مصير ضبَّاط إسرائيليِّين توغَّلوا في لبنان (فيديو)

"ملحمةُ الطُّوفان".. القسّام تبث مشاهد لمخلفات جنود قتلى وبدلة ملطخة بالدماء في معارك شمال غزّة

تعذيب عبر "فتحة الزنزانة".. شهادات جديدة لأسرى من غزَّة يكشفون كيف تفنَّن الاحتلال في تعذيبهم

ضيف غير مرحَّب به بملاعب أوروبَّا.. هزائم رياضيَّة بأبعاد سياسيَّة لـ (إسرائيل)

​هل حقًّا راحة الجسم تبدأ من القدمين؟ ماذا عن الكعب العالي؟

أراهن ينتشرن في كل مكان تقريبًا، في الشوارع، في قاعات الأعراس، في أماكن العمل، في الأسواق، في المواصلات ... إلخ، ينتعلن في أقدامهن أحذية ذات كعب عال، منها ما يكون رفيعًا وشديد الارتفاع، ومنها ما يزداد في الارتفاع تدريجًا إلى أن يصل إلى نهايته في نهاية كعب القدم (روكي)، أسأل نفسي أحيانًا: لماذا تنتعل النساء تلك الأحذية المؤذية في أكثر أماكن الجسد عرضة لإحداث خلل في توازن الجسم، وتسببًا في المشاكل الصحية التي تنال من الجهاز العظمي والعضلي تحديدًا؟!، لماذا تقبل المرأة على نفسها ذلك ولا يفعله الرجل ولا يقبله على نفسه؟!

مرات كثيرة سألت زميلاتي ممن ينتعلن تلك الأحذية، حتى إن الواحدة منهن تسير وكأنها "تمشي على بيض"، وتراني أتنقل من مكاني قفزًا وبسرعة وأنا أنتعل نوعًا مريحًا من الأحذية الرياضية: "بالله عليك أجيبيني، كيف تستطيعين المشي طوال ساعات العمل بحذاءين كهذين يجعلان وزن جسدك يرتكز على رؤوس أصابع قدميك؟!، ماذا يحدث لك في نهاية كل يوم؟!".

الغريب في الأمر أن ردة فعلهن جميعًا تكاد تكون متشابهة دائمًا، تظهر على وجوههن أمارات الخيلاء والاعتزاز بالنفس وتجيب: "أنا مستغربة لماذا تقولين ذلك، الوضع عادي جدًّا، أنا متعودة، هل تصدقين؟، لا أستطيع الخروج بحذاءين من نوع آخر، هذا النوع من الأحذية مريح جدًّا لي".

صدقًا وبعيدًا عن المجاملات، أنا لا أصدق ذلك.

لا يمكنني أن أصدق أن انتعال حذاءين يخلّان بنقاط ارتكاز الجسد الطبيعية يمكنهما أن يجعلا الأنثى مرتاحة وهي تنتعلهما، مهما حاولت إقناعي بذلك، في بداية مراهقتي حاولت كما هي عادة الفتيات المراهقات تجربة احتذاء الكعب العالي والخروج به خارج البيت، ولكني وصلت إلى نتيجة سريعة مفادها بعد أول تجربة: يستحيل عليَّ فعل ذلك، مع إيماني التام بأن راحة الجسم تبدأ من القدمين، فكيف سأكون مرتاحة ووزن جسدي كله يتركز على رؤوس أصابع قدمي؟!، ويزيد الطين بلة أن تلك الأحذية دائمًا ما تكون مقدمتها ضيقة تشكل مثلثًا حاد الزاوية من الأمام، أي أن أصابع القدمين تُحشر في زاوية الحذاء، ويرتص بعضها فوق بعض، يا إلهي!، هل هناك عذاب بطيء أكثر من هذا العذاب؟!، والأدهى أن المرأة عليها أن تحتمل هذا الضغط والحشر، وتسير به أيضًا، وتُبدي السرور وتتصنع الراحة خلال سيرها.

عن نفسي أقول: إنني لم أعاود تجربة المراهقة بشأن الحذاءين، واكتفيت بانتعال أحذية رياضية مريحة ذات ألوان داكنة، وغرست في بناتي فكرة مفادها: "راحتك لا يعوضها شيء، فلا تستبدلي بها مظاهر هشة تعجب الناس من حولك وتقض راحتك، لا شيء ولا أحد يستحق".

صورة شاهدتها تفرض نفسها على ذاكرتي الآن، في مهرجان "كان" السينمائي قبل ما يزيد عن عام ارتدت إحدى الممثلات الأمريكيات فستانًا عرَّى أجزاءً كبيرة من صدرها وظهرها وكتفيها، تقف بين رجلين من نجوم السينما أيضًا، يرتديان معاطف سميكة بسبب برودة الجو، وقد علَّقت الصحافة آنذاك على تلك الصورة وعدتها غير إنسانية، وإلا فلماذا على تلك الممثلة أن تتحمل البرد القارس وتكشف أجزاء من جسدها ليستمتع برؤيتها الرجال، في حين هم يتدثرون ويدفئون أجسادهم؟!

لماذا يجب على المرأة انتعال حذاءين ذوي كعب عالٍ يؤذيان قدميها وعمودها الفقري لتبدو أنيقة متغنجة تفيض أنوثة في مشيتها، ليستمتع الآخرون بمنظرها، وتعاني هي في نهاية اليوم وعندما تشيخ؟!، من وجهة نظري، لا أحد ولا شيء يستحق، راحتي وصحتي أولًا، وأدعو النساء أن يتمردن على هذا النوع من الأحذية، ولا ينتعلن إلا ما يريحهن، ودمتن بود.