فلسطين أون لاين

​صناعة الحلويـات ودراسة الإعلام تصنع من "فرج" نجمًا على "إنستقرام"

...
سعى الشاب فرج لتطوير نفسه في مجاله وتطوير مهاراته
غزة/ محمد الهمص:

قليل من موهبة مخفوقة بالمهارة وحب التعلم يضاف إليها قِلة من الإمكانات.. وصفة اتبعها الشاب محمد فرج، لريِّ ولعه بصناعة الحلويات بمختلف أنواعها، رغم البعد بينها ودراسته ومجال عمله.

فرج (27 عامًا)، خريج دبلوم علاقات عامة وإعلام يعمل لدى محل مختص بالبصريـات، لم تأخذه عاصفة الحياة عن صناعة ما يحب، وتمسك بشغفه منطلقًا من شعاره الذي يفخر به لنفسه "الطبخ لا يقتصر على المرأة".

يروي محمد بدايته في المجال لـصحيفة "فلسطين"، أنه عندما كانت والدته تسافر مع شقيقه في أثناء تلقيه العلاج في الداخل المحتل، حاول الاعتماد على نفسه في صناعة بعض الأطعمة والحلويات التي يحبها من خلال البحث عن الوصفات عبر "يوتيوب"، خصوصًا أن الأمر لم يكن غريبًا عليه بحُكم هوايته للأمر.

في أوائل المحاولات يقول فرج إن الأمر لم يكن سهلًا عليه بسبب قلة الإمكانات وعدم توافر المعدات ذاتها التي تستخدم في الشروحات المصورة عبر "يوتيوب" وعدم معرفته التامة باستخداماتها، ومحاولاته الدائمة إيجاد بديل مشابه، لكن قطعة الحلوى الأولى كانت الداعمة للاستمرار بعد إبداء الجميع إعجابهم بها وبمذاقها.

وأوضح فرج أنه بعد عدة محاولات موفقة قرر نشر ما يصنع عبر حسابه الشخصي على موقع "فيسبوك" و"إنستقرام" الخاص بالصور، خصوصًا أنه يعتمد في عمله على قاعدة "العين التي تأكل"، فلا يدخر جهدًا في تزيين ما يصنع، وقد لاقى تفاعلاً كبيرًا من الأصدقاء وازديادًا في عدد متابعيه ومطالبات بعمل المزيد وإضافة الوصف.

وشكلت هذه الخطوة فارقًا مع محمد الذي تعهد على نفسه تلبية ما يطلبه الجمهور عبر نشر حلوى بطعم وطريقة جديدة مع إضافات خاصة به على كل طريقة، واعتاد نشرها أسبوعيًّا، وصناعتها ليلة كل خميس لتكون جاهزة مع صباح الجمعة.

ورغم أن ما يصنعه زاد من عبئه المادي والجهد في البحث والتنفيذ، فإن هذا الأمر يبعث السعادة في نفسه.

ويواجه محمد في أثناء عمله عددًا من التحديات منها قلة الأدوات وعدم التوافر الدائم للكهرباء التي يحتاج إليها لتشغيل الأدوات والتكلفة العالية للمواد الخام المستخدمة في صناعة الحلويات، ومنع الاحتلال من إدخال أدوات إلى القطاع إضافة لحرصه على عدم إهمال عمله الذي يعتاش منه ويساعده في توفير بعد المستلزمات لصناعة الحلوات.

وأكد فرج –عند سؤاله عن إمكانية تأسيس مشروع خاص به لصناعة الحلويات وبيعها– أن الأمر لديه هواية وليس تجارة، فهو يصنع له ولعائلته ولا يبيع منها، وتحويلها لمشروع يدر الدخل عليه يحتاج إلى تذليل كثير من العقبات، وتكلفة مادية عالية.

وبيَّن أن كونه الشاب الوحيد الذي يصنع الحلويات المميزة بإضافات خاصة وينشرها ولاقت صدى من المتابعين، أثار استغراب وتساؤلات الكثير، ووصل الأمر إلى حد التشكيك في أنه فتاة تنتحل شخصية شاب.وأضاف: "دائمًا ما تصلني رسائل كيف تقوم بصناعة الحلويات وأنت شاب وعمل المطبخ متعارف أنه اختصاص الفتيات، ليكون جوابي الدائم لهم: الطبخ لا يقتصر على المرأة، وعندما يدخل الرجل يبدع بشكل أكبر".

وأضاف: "دائمًا ما تصلني رسائل كيف تقوم بصناعة الحلويات وأنت شاب وعمل المطبخ متعارف أنه اختصاص الفتيات، ليكون جوابي الدائم لهم: الطبخ لا يقتصر على المرأة، وعندما يدخل الرجل يبدع بشكل أكبر"..

ويسعى الشاب فرج لتطوير نفسه في مجاله وتطوير مهاراته في تصوير المنتجات ليخرج للمتابعين بشكل جديد ولا يدع مجالاً لحواجز الملل والرتابة، إضافة إلى سعيه لشراء أدوات أكثر حداثة واحترافية.