فلسطين أون لاين

​#تحدي_اتصل_بنفسك" في 21 يومًا

...
نحن نستخدم وسائل التواصل الاجتماعي يوميًا
غزة/ أسماء صرصور:

في الآونة الأخيرة، لم يعد غسل الوجه بعد الاستيقاظ مباشرة أول خطوة يقوم بها كل شخص، بل هناك فئة كبيرة يكون أول ما يفعلونه بعد فتح أعينهم مراجعة إشعارات تطبيقات التواصل الاجتماعي على هواتفهم النقالة، ثم يتململون للنهوض من فراشهم توجهًا لأعمالهم.

وبين الحين والآخر تخرج تحديات عدة، الهدف منها محاولة إيقاف الإدمان على وسائل التواصل الاجتماعي، أو على الأقل تخفيف حدة هذا الإدمان. هذه المرة نتحدث في صفحة تكنولوجيا عن "#تحدي_اتصل_بنفسك" في 21 يومًا مع المستشار والمدرب الرقمي م. محمد أبو القمبز.

يقول أبو القمبز: "نحن نستخدم وسائل التواصل الاجتماعي يوميًا، بمعدل استخدام متزايد، يصل من خمس إلى سبع ساعات يوميًا، وهو ما قد يسبب حالة إدمان"، مبينًا أن الشخص يطالع وسائل التواصل الاجتماعي كأول أمر يقوم به فور استيقاظه من النوم، وأي وقت فراغ له يقضيه على هذه المواقع، دون أن يكون لديه هدف محدد، ويضيع الوقت لأن المستخدم لا يشعر بمضيّه؛ لذا كان هذا التحدي.

ويوضح أن هذا التحدي مختلف نوعًا ما، لأنه ارتبط بفكرة الواحد وعشرين يومًا، فالدراسات الاجتماعية تؤكد أن الإنسان خلال 21 يومًا يستطيع اكتساب مهارة جديدة أو عادة معينة، وبالتالي هي فرصة للتخلص من الإدمان من هذه المواقع، ويستطيع بعدها الشخص أن يتحكم في نفسه أفضل من ذي قبل.

لكن كيف يُعرف المدمن على وسائل التواصل الاجتماعي من غيره؟ يشير إلى أنه يعرف عن طريق معدل ساعات قضائه الوقت على السوشيال ميديا، والأمر الثاني هل يستطيع ترك هذه المواقع وقتما شاء أم لا؟ والثالث مرتبط بأعراض جانبية كالإحباط والاكتئاب واليأس.. إلخ، وهذه معايير محددة يعرف من خلالها الشخص هل هو مدمن أم لا؟

والتحدي –وفق أبو القمبز– لا يكون إلا بالابتعاد الكامل عن وسائل التواصل الاجتماعي حتى يكون لدى المتحدي توزانًا، إذًا كيف يوازن الشخص بين عمله المرتبط بوسائل التواصل الاجتماعي ودخول هذا التحدي؟ يبين أن هناك أناسا قد يفكرون في أخذ إجازة من العمل مدة التحدي من أجل دخوله، وبالتالي سيحصلون على الراحة النفسية والاستمتاع، لأن الوجود على مواقع التواصل –من وجهة نظر التحدي– يفقده الشرط الأهم من شروطه وهي ترك هذه المواقع طوال مدة التحدي تمامًا، وبالتالي عدم استخدام الموبايل أو جهاز الحاسوب.

ويعرض أبو القمبز سيناريوهات محتملة لدخول #تحدي_اتصل_بنفسك في 21 يومًا، كأن تكون الأيامالـ 21 متصلة مع بعضها البعض، وهناك من يطبقها متقطعة لكن على الأقل بوصل 3 أيام مع بعضها، وسيناريو ثالث أن تكون متواصلة مع بعض التجاوزات كاستخدام الإيميل ساعة ..إلخ.

ويشدد على أن من يريد البدء بهذا التحدي عليه أن يحدد الأهداف التي سيعمل عليها، وأن يشغل وقته بتعلم مهارة جديدة، وإن كانت لديه ارتباطات عمل على وسائل التواصل الاجتماعي فيجب أن ينهيها ويشعر الأطراف الأخرى بأنه ينوي ترك هذه المواقع لأيام عدة.

ويشير إلى أنه لا بد من استثمار وقت التحدي بتنفيذ مهمات في الحياة اليومية، لشغل الأوقات جيدًا، فمثلًا قراءة كتاب، وتعلم أمر معين لم يكن لديك وقت لتعلّمه، وحضور أفلام أو متابعة برامج معينة، وأحيانًا قضاء وقت مع العائلة كانت وسائل التواصل الاجتماعي تسرقه منا.

ويختم أبو القمبز بقوله: "مواقع التواصل الاجتماعي فرضت علينا نفسها، وبالتالي أصبح تركها من حياتنا ليس سهلًا، وهذا أمر يجب أن نعترف به، ويحتاج إلى خوض مثل هذا التحدي، حتى نعود إلى حياتنا الطبيعية التي يزينها التواصل المباشر".