أعوام سبعة ونيِّف مضت على انضمامي للعالم الأزرق وأول منصة للتواصل الاجتماعي (فيسبوك)، وقد جاء الانضمام مُتأخرًا لكون هذه التقنية كانت حديثة النشأة حينها نوعًا ما، ولم تكُن تفاصيلها واضحة المعالم نوعًا ما كما هي اليوم، كما أن المخاطر والمُهددات التي تُحيط بها جعلتني أُفكر مليًا قبل خوض غمار هذا الموقع والبدء بإنشاء علاقات الصداقة المختلفة عليه، إلى أن أُجبِرت في أثناء التحاقي بالدراسات العليا على إنشاء حساب على هذه المنصة لأن بعض المحاضرين آنذاك اتفقوا وأجمعوا مع زملائي الطلبة على أن يكون التواصل عبر هذا الموقع لسهولة تبادل المعلومات من خلاله وإمكانية التواصل على مدار اللحظة بُكل سهولة ويُسر، فما كان من خيار أمامي إلا أن ألتحق برَكب زملائي وأنضم لموقع (فيس بوك) حتى أبقى على تواصل معهم، ومنذ تلك اللحظة بدأت في رحلة جديدة مثيرة بتفاصيلها المُختلفة التي يكتنفها نوع من الرهبة لما كنت أسمعه عن ذلك العالم غير الواقعي.
قرأت في إحدى المُقابلات الصحفية التي أُجريت مع (مارك زوكربيرج)، مؤسس ومدير شركة فيسبوك، أن أحد أهم الأهداف التي يسعى نحو تحقيقها هو امتلاك شبكة الإنترنت كاملةً! وقد كان يتحدث حينها بكل جِدِّية وثقة، لكن أنكرت في قرارة نفسي تلك اللحظة إمكانية تحقيق ذلك الهدف لعدم واقعية مثل هذا الطرح بالمطلق واستحالة تحقيقه آنذاك، لكن مع مرور الوقت بدأت تتغير لدي تلك القناعة مع كل تطوير لمكونات الموقع وارتقاء بالخدمات المُختلفة التي يُقدمها لمستخدميه، بدءًا من ربطهم وتواصلهم مع بعضهم البعض مرورًا بالتسويق والترويج الإعلاني وليس انتهاءً بما أعلن عنه قبل بضعة أيام عن نيته إصدار عملة رقمية جديدة.
ما سبق أَكَّد أن (مارك) يسير بخطى واضحة ومدروسة ليحقق هدفه المنشود بامتلاك الإنترنت، فما كان إعلان شركة (فيسبوك) عن خطة إصدار عملة رقمية ونظام مالي جديد، إلا بمثابة دخول منصة التواصل الاجتماعي ساحة المنافسة في إحدى أحدث التقنيات المُعاصرة، وذلك بهدف تحويل الطريقة التي يتحرك بها المال في جميع أنحاء العالم، وليس في تطبيقاته الخاصة وحسب، حيث قالت الشركة إنها تقود اتحادًا لإصدار عملة رقمية تُسمى "ليبرا Libra" وذلك في النصف الأول من عام 2020، وهذا سيشكل تهديدًا حقيقيًا للعملات الورقية المعمول بها حاليًا. ويبقى السؤال الذي يطرح نفسه ويحتاج لإجابة، هل من المُمكن أن يأتي اليوم الذي يُصبح فيه "مارك" (ملك الإنترنت)؟! لعلَّ السنوات القادمة تحمل في طياتها الإجابة عن هذ السؤال؛ فتكشف النقاب عنه، وإن غدًا لناظره قريب.