فلسطين أون لاين

​واشنطن تقدم إغراءات اقتصادية للحصول على تنازلات سياسية

من وعود "غزة -سنغافورة" إلى مدينة "الأحلام".. التضليل الأمريكي من جديد

...
غزة/ يحيى اليعقوبي:

بعد توقيع اتفاق "أوسلو" عام 1993م، بدأت أمريكا و(إسرائيل) تروجان لفكرة تحويل غزة إلى سنغافورة الشرق الأوسط، وعود كثيرة قطعتها الإدارة الأمريكية على الفلسطينيين حتى اعتقدت القيادة السياسية الفلسطينية حينها أن الدولة المستقلة أصبحت قريبة.

ومن سنغافورة إلى تحويل غزة لـ"مدينة الأحلام" عاد جاريد كوشنر مستشار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ليذر الرماد في العيون مرة أخرى، محاولًا تطويع الفلسطينيين وإغراءهم بالأموال، للحصول على تنازلات سياسية من البوابة الاقتصادية توازي تلك التي حصل عليها في "أوسلو".

وعرض كوشنر، خلال مؤتمر البحرين، أول من أمس، مقطعًا دعائيًّا لقطاع غزة، ظهر فيه تحويله إلى ما أشبه بـ"مدينة أحلام"، عندما أطلق الشق الاقتصادي بقيمة 50 مليار دولار، من خطة التسوية الأمريكية لحل النزاع في الشرق الأوسط المعروفة بـ"صفقة القرن".

وعود لم تتحقق

ويشير الكاتب والمحلل السياسي، طلال عوكل إلى أن أكثر 25 عامًا من مفاوضات التسوية والوعود الأمريكية والغربية لم تحقق شيئًا للمشروع الوطني الفلسطيني.

ويقول عوكل لصحيفة "فلسطين": إن "أمريكا تتماهى اليوم كليًّا مع السياسة الإسرائيلية، عبر طرح مشاريع وإطلاق وعود بأن تكون غزة مدينة "الأحلام" كما كانت تقول سابقا بأنها ستكون "سنغافورة" التي كان الفلسطينيون يحلمون بها"، لافتا إلى أن الظروف الحالية باتت مواتية أمام أمريكا كي تطرح الأمر ذاته.

ويضيف أن الأمريكان صريحون في طرحهم "وقحون فيه"، فيقدمون أفكارًا سياسية حقيقية لكنها مشروطة، مبينًا أن أمريكا ماضية في تصفية القضية الفلسطينية بمنح القدس لـ(إسرائيل)، وشطب حق عودة اللاجئين بشكل أحادي، حتى في ظل معارضة الفلسطينيين لها.

ويعتقد أن الظروف التي تعيشها المنطقة تساعد أمريكا على المضي باتخاذ إجراءات أحادية لفرض وقائع جديدة على الأرض، مشيرًا إلى أن أحد شروطها في تحقيق التنمية في غزة تسليم سلاح المقاومة ولديها أدوات من الحصار ووسائل أبعد مدى.

ويشير عوكل إلى أن الحصار المفروض على قطاع غزة منذ أكثر من 13 عامًا يهدف إلى إجبار الفلسطينيين على القبول بأي شيء يقدم لهم، في ظل واقع الحياة الصعب في غزة والضفة من خلال الضغط المتواصل بهدف تهيئة البيئة الفلسطينية للقبول بأي حلول.

ذر الرماد في العيون

من جهته، الكاتب والمحلل السياسي راسم عبيدات يرى أن الوعود الأمريكية هدفها التضليل والخداع من أجل تطويع الشعب الفلسطيني للقبول بالحلول الأمريكية لتصفية القضية الفلسطينية.

ويقول عبيدات لصحيفة "فلسطين": "إن الوعود الأمريكية لذر الرماد بالعيون، فلن تحدث التنمية الاقتصادية دون دولة فلسطينية مستقلة، ما دامت (إسرائيل) تحاصر الضفة الغربية وقطاع غزة وتصادر حقوق الشعب الفلسطيني.

ويستبعد جدية الإدارة الأمريكية فيما تطرحه حاليًّا، فهي تريد بالدرجة الأولى أن تكون هناك حالة من التطبيع الرسمي والعلني العربي مع الاحتلال الإسرائيلي.

ويضيف أن أمريكا تريد تنفيذ مشاريع اقتصادية بأموال عربية وإشراف الأمم المتحدة مقابل سلاح المقاومة في غزة، ولا تريد لغزة أي أفق سياسي بالتحرر الكامل من الاحتلال أو قيام أي مشروع سياسي.

وبين عبيدات أن كوشنر تحدث في افتتاح مؤتمر البحرين عن الناس في غزة والضفة ولم يصفهم بالشعب الفلسطيني وكأنهم دون هوية، مشيرًا إلى أن ربط القطاع بسيناء وعزله عن الضفة والقدس طرح سابقا، وأمريكا تطرحه اليوم بعد تصفية قضية اللاجئين الفلسطينيين.

والوعود الأمريكية "الوهمية"، وفق عبيدات، غير قابلة للتحقق ما دام هناك رفض فلسطيني موحد لمؤتمر البحرين وصفقة القرن، وصحوة عربية وإسلامية في المظاهرات الشعبية التي انطلقت بالعراق واليمن والجزائر والمغرب، وغيرها من الدول.