فلسطين أون لاين

​طبيب استشاري يحذر من مخاطر السهر للفجر على المرأة والرجل

...



يحذر طبيب استشاري تخرج في ألمانيا، من أن السهر للفجر له مخاطر كبيرة على المرأة والرجل، وتداعيات سلبية على صحتهما تظهر بمرور الوقت عليهما.

ويقول الدكتور جاسر الحربش: "لا أعتقد أنه يوجد شعب آخر غير الشعب العربي لديه نفس القدرات على العبث بالوقت والصحة والمال وتضييعها على المتع التافهة؛ والأمثلة على المتع التافهة والضارة أيضًا كثيرة، وليس لها علاقة سلبية أو إيجابية بالأخلاق الحميدة؛ وهي فقط ممارسات لا تضيف شيئًا مفيدًا للعقل ولا للمهارات ولا لصحة النفس والبدن".

وأضاف في مقالة له: "السهر الطويل لربات البيوت حتى ساعات الفجر، ثم الاستيقاظ مع صلاة الظهر، واحدة من أهم الممارسات الشائعة للعبث بالوقت والصحة والمال. من بين كل عشر مراجعات للعيادات الطبية تشتكي سبع أو ثماني سيدات من عسر الهضم وحرقة المعدة وانتفاخ البطن والإجهاد السريع وضيق التنفس".

عندما تسأل إحداهن عن برنامج حياتها اليومي تكتشف أنها تسهر حتى ساعات الفجر أمام التلفزيون، ثم تنام حتى الظهر، لتستيقظ بمزاج البائس التعيس الذي لم يرَ نور الصباح ولم يستنشق هواءً نقيًّا منذ أعوام طويلة".

وتابع الطبيب الاستشاري: "بالفحص الطبي يتضح عند هذا النوع من ربات البيوت مجموعة من الأمراض الناتجة عن العبث بالوقت والحياة وهي؛ المريء يرتخي مما يسبب الارتجاع الحمضي، والأمعاء تصبح طبلاً مليئًا بالغازات المتخمّرة من وجبة العشاء المتأخرة، والكبد غارق في الدهون، وفقر دم رغم السمنة الظاهرة، وعضلات الأطراف ضامرة رغم ضخامة الجذع والبطن، وطاقة التنفس هزيلة والعظام هشة بسبب نقص فيتامين (د) وعنصر الكالسيوم؛ لانقطاع التعرُّض لأشعة شمس الصباح".

وأكمل في مقاله: "ما هي إلا سنوات قليلة ثم يداهم مثل هذه السيدة مرض السكري والكوليسترول وحصوات المرارة وارتفاع ضغط الدم، ثم تتحوّل إلى عالة على منزلها ومصدر نزيف مالي مستمر على الأدوية والاستشارات الطبية".

على النقيض من هذه الكتلة العليلة من الشحوم، وفقًا للدكتور جاسر الحربش، تكون العاملة الآسيوية التي لا يزيد وزنها على خمسين كيلوغرامًا، قادرة على العمل لمدة اثنتي عشرة ساعة متواصلة دون آلام عضلية ولا لهاث في التنفس ولا انتفاخ في الأمعاء، تضع رأسها على المخدة قبل منتصف الليل فتستمتع بنوم عميق مريح ثم تصحو في السادسة صباحًا مع الطيور.

واستدرك: "تنازلت ربة البيت عن استثمار وقتها فيما يفيد، وأهملت الشروط الضرورية لاكتمال الصحة وتعللت بخدعة نقص فيتامين (د) المزعوم بل ودفعت المال للعاملة لتنوب عنها في إدارة المنزل".

ضحّت بكل ذلك مقابل السهر ساعات إضافية على مسلسلات وبرامج تافهة في الفضائيات.

هذا النموذج من ربات المنازل لا يتواجد فقط في الطبقات الغنية المرفهة، بل تجده في أغلب البيوت حتى في أبعد قرية عن العمران، كما يقول الطبيب.

كما أن الشبان والشابات من طلبة المدارس والجامعات، مصابون أيضًا بداء السهر وبنفس العلل الصحية المترتبة عليه، لأنهم يسهرون حتى بعد منتصف الليل على أجهزة الدردشة وبرامج التلفزيون.

الرجال في مثل هذه البيوت لديهم نفس الاعتلالات والأمراض؛ لأنهم يدمنون السهر في المقاهي وملاحق المنازل، ويتناولون وجبات عشاء دسمة بعد منتصف الليل من أقرب مطعم فيصبح الحال من بعضه.

ولفت إلى أنه قبل عدة سنوات كان الناس عندنا ينامون بعد صلاة العشاء بساعتين على الأكثر، وينهضون مع بواكير الفجر الأولى مكتملي الحيوية والنشاط، ومع طلوع الشمس ينصرف كل طرف إلى مهماته اليومية؛ آنذاك كانت معدّلات الإصابة بالسكري وضيق الشرايين وتصلُّب المفاصل والاعتلالات الهضمية تكاد تكون صفرًا.

وأكد أن بعض المجتمعات مصابة بكل أمراض التسيب والتساهل مع الوقت وشروط الحياة الطبيعية.

وقال: "نحن في أمسّ الحاجة إلى إعادة تأهيل وبرامج توعية، تعيدنا إلى الالتزام بقواعد التعامل مع الزمن وشروط الجودة النوعية للحياة.

وختم الطبيب الاستشاري الحربش مقاله: "لولا الخشية من فساد الأطعمة في ثلاجات ومخازن التبريد، لاقترحت قطع الكهرباء عن المنازل والاستراحات قبل منتصف الليل، باستثناء يومي نهاية الأسبوع".