فلسطين أون لاين

​سرحان: ورشة البحرين مزاد علني لبيع القضية الفلسطينية وجريمة يجب وقفها

...
صورة أرشيفية
غزة/ إسماعيل الغول:

استنكر نائب رئيس اللجنة البحرينية لمقاومة التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي غسان سرحان، مشاركة دول عربية في "ورشة السلام من أجل الازدهار" الأمريكية، التي ستعقد في المنامة الثلاثاء والأربعاء القادمين، معتبرًا إياها "مزادًا علنيًّا لبيع القضية الفلسطينية ستُمنى بالفشل".

وأكد سرحان في حديث خاص بصحيفة "فلسطين"، أن المشاركة في ورشة البحرين التي تُعنى بالجانب الاقتصادي من "صفقة القرن"، جريمة يجب إيقافها، داعيًا لمقاطعتها والمشاركين فيها لكونهم شركاء في "جريمة التطبيع".

وأضاف أنه "لا يمكن، بل يستحيل أن يتصور العقل أنه يمكن إرغام شعب الشهداء على بيع أرضه وحقوقه التي تمسك بها على امتداد سنوات الاحتلال رغم القمع والمجازر والتنكيل، فما لم يأخذ منهم بالقوة والبطش والجرائم لن يباع بالمال".

وبين أن القضية الفلسطينية تمر بأصعب المراحل، خاصة وأن بعض الأنظمة العربية لم تتوانَ عن إعلان رغبتها بتطبيع العلاقة مع الاحتلال، دون خجل، مستغلةً ضعف وتراجع العمل العربي المشترك.

وأكد سرحان أن التطبيع مع الاحتلال تحت أي ذريعة كانت "خيانة لدماء الشهداء وللأمة"، مشيرًا إلى أن خطوات التطبيع الواسعة التي تتخذها بعض الأنظمة العربية ما هي إلا مواقف لا تعكس إرادة الشعب العربي، ولا تمثل ضميره الحي الرافض للتطبيع مع الكيان المجرم.

واعتبر أن مشاركة الدول في الورشة الاقتصادية تعبير واضح عن تبعيتها وعدم قدرتها على الدفاع عن مصالح شعبها العربي ولا تمثيله، وأنها منفصلة بشكل كامل عن إرادة الشعوب وتعمل إرضاءً للبيت الأسود الأمريكي.

ويرى سرحان أن الورشة البحرينية المزمع عقدها يومي 25 و26 يونيو/ حزيران الجاري، ستولد ميتة، ولا يمكن تطبيق ما قد يصدر عنها من مخرجات، بالأخص مع توالي الرفض لحضورها خاصة من الفلسطينيين أنفسهم، سواء الممثلون في السلطة أو باقي الفصائل الفلسطينية.

وقال: "قمنا بمجموعة من الفعاليات الرافضة للورشة وصفقة القرن، من بينها ندوات ومهرجانات خطابية، ودعَونا النواب في المجلس المنتخب لتحمل المسؤولية ومنع إقامة هذه الورشة على أرض بلادنا، وإصدار قانون يجرم التطبيع مع (إسرائيل)".

وأشار إلى أن لجنة مقاومة التطبيع حشدت أكبر عدد من مؤسسات المجتمع المدني تحت مظلة المبادرة الوطنية البحرينية لمناهضة التطبيع مع الاحتلال، والتي بدورها أصدرت موقفا واضحا ورافضا للورشة، و"نعمل على خطوات إضافية سنقوم باتخاذها للضغط في اتجاه إفشال الورشة".

مزاد بيع القضية

وشدد على أن القضية ليست قضية الفلسطينيين وحدهم، بل هي قضية الأمة العربية بأسرها، لافتًا إلى أن الشعب الفلسطيني يعتبر رأس حربة الشعب العربي في مواجهة الهيمنة والاحتلال والغطرسة.

ونبه إلى أن أولى الخطوات التي يمكن من خلالها محاربة المخططات التصفوية للقضية الفلسطينية "إنهاء الانقسام، واستعادة الوحدة الفلسطينية، ودعم الشباب الفلسطيني الذي ما زال يقدم آيات من البطولة بالأخص في مسيرات العودة وكسر الحصار، وابتداع سبل المقاومة التي أرّقت الاحتلال".

وأوضح أنه يجب العمل بشكل موازٍ في كل الأقطار العربية من جميع التنظيمات للتأكيد أن القضية الفلسطينية هي قضيتنا المركزية، ومقاومة كل أشكال التطبيع وقوى التغيير الناعمة التي تحاول تسميم أفكار جيل بأسره وتغيير صورة الكيان الغاصب واعتباره جزءًا طبيعيًّا في المنطقة.