أيام معدودات تفصل العالم عن انعقاد ورشة البحرين الاقتصادية في العاصمة البحرينية المنامة يومي 25 و26 من الشهر الجاري، والتي تستعرض خطة التسوية الأمريكية بالشرق الأوسط كأحد مقدمات ما تسمى "صفقة القرن"، وسط رفض رسمي وشعبي فلسطيني وسخط على المشاركين فيها.
ويقول المواطن الفلسطيني سامي محمد: إن المؤتمر يأتي لتعزيز صفقة القرن التي تهدف لشطب حقوق الشعب الفلسطيني كافة وتحويل القضية من سياسية وطنية إلى اقتصادية لاعتقادهم بأن كل شيء يشترى بالمال.
وأضاف في استطلاع للرأي أجرته صحيفة "فلسطين": "العالم لو دفع المليارات في سبيل تهجير الفلسطيني من أرضه لن يفلح في ذلك، ولن يقبل أي حلول تنتقص من حقوقه التي دُفِعت من أجلها دماء عشرات آلاف الشهداء وعذابات مئات آلاف الأسرى والجرحى".
ويرى "محمد" أن الورشة سياسية بغطاء اقتصادي لتهجير الفلسطينيين، "لكنها ستفشل إذا ظل الفلسطينيون موحدين في قرار رفضهم مهما كانت الورشة ونتائجها ومهما كان دورها".
أما الخمسيني "أبو أحمد" فيتساءل مستهزئًا: "هل يُعقل أن يجتمع الجميع لتقرير مصير الفلسطينيين عدا أهل الشأن أنفسهم؟! (...) فوق كل ما يعانيه الفلسطيني فإن العالم يجتمع لتصفية قضيته لصالح المشروع الاستيطاني الإسرائيلي، وبمشاركة وترحيب عربي واسع".
وأضاف: "ما يهمنا باطن المؤتمر الذي يسعى للقضاء على مطامح الفلسطينيين وسلب للحقوق وسلب لمشروع إقامة دولة مستقلة وعاصمتها القدس أما ظاهره فيه تنمية اقتصادية، يحتج بها العرب للحفاظ على ماء وجوههم أمام شعوبهم".
من جانبه يقول الشاب العشريني أحمد جنينة: الورشة مجهولة المعالم ولا تعرف حتى اللحظة أهدافها الأساسية، لكن من الواضح أنه ومن خلال المشاركة الإسرائيلية والدعم الأمريكي تسعى الورشة للتآمر على حقوق الشعب الفلسطيني وقضيته كما جرت العادة.
وشدد جنينة على ضرورة أن يكون الموقف الفلسطيني الرسمي والشعبي أقوى، "وألا نسمح بتمرير المخططات التي تستهدف المشروع الوطني وهدم أي إنجاز للفلسطينيين خلال تاريخ الصراع".
بدروها أوضحت السيدة أسماء حسين لـ"فلسطين"، أن مشهد الوحدة حول رفض الورشة بكل مكوناتها يدل على أنه لن تمرر على الفلسطينيين أي قرارات ومخططات، وأن كتب التاريخ ستكتب للأجيال القادمة من وقف بجانب قضية فلسطين العادلة ومن كان عونًا عليها.
ولدى سؤالها عما إذا نجحت الورشة، رأت أن نجاحها بداية تصفية الشعب الأعزل وقضيه ووجوده، مشددةً على أن الفلسطيني فقط من يقرر مصيره ولا أحد غيره.
أما الشاب أحمد عاطف فوصف الورشة بـ"الخيانة" التي يُكشف من خلالها مناصر القضية الفلسطينية ومن هو سيف مسلط على رقاب أصحابها".
وأضاف أن الدول المشاركة وخاصة العربية منها تماشت لمصالحها مع الموقف الأمريكي الرامي لتقويض القضية الفلسطينية، وتحويلها من سياسية إلى اقتصادية لتمرير صفقة القرن في نهاية المطاف مشددًا على رفض الفلسطيني لذلك.
ومن جانبها عدّت السيدة حنان يوسف الورشة "مزادًا علنيًّا للتخلص من القضية"، مؤكدةً أن الوضع المادي والاقتصادي السيئ الذي يمر به الفلسطينيون لن يكون سببًا لبيع المقدسات والهجرة من الأرض.
وجاء في منتصف شهر مايو الماضي بيان مشترك بين البحرين والولايات المتحدة يفيد باستضافة الأولى مؤتمر للتشجيع على الاستثمار في المناطق الفلسطينية بمشاركة مسؤولين سياسيين ورجال أعمال في 25 و26 من حزيران/يونيو المقبل.