في الوقت الذي يستعد فيه بعض الزعماء العرب للمشاركة في "ورشة البحرين" الاقتصادية التي تنظمها الإدارة الأمريكية يومي الثلاثاء والأربعاء المقبلين في المنامة، عدّ مواطنون مشاركون في مسيرات العودة وكسر الحصار، مشاركة بعض الدول العربية "طعنة" في قلب القضية الفلسطينية.
وطالب المتظاهرون خلال مشاركتهم في الجمعة الـ63 من مسيرات العودة، شرق قطاع غزة، الدول العربية بالتراجع عن قرار المشاركة قبل أن يسجلهم التاريخ في قوائم العار والخذلان، وفق تعبيرهم.
الأسير المحرر عامر أبو سرحان يرى أن ورشة البحرين "مؤتمر خيانة" وطعنة في قلب القضية الفلسطينية، وأن مشاركة العرب فيه تآمر على الشعب الفلسطيني الذي يقاوم الاحتلال بصدره العاري.
وقال أبو سرحان لصحيفة "فلسطين": "هذا المؤتمر يريد تجريد الفلسطينيين من أرضهم وحقوقهم، والتنازل عنها للمحتل الغاصب"ـ موجها رسالة للمشاركين العرب: "كفوا عنا شركم، إن لم تكونوا داعمين لنا، فلا تكونوا طاعنين لنا في الظهر".
ولفت إلى أنه بالمشاركة الجماهيرية الأسبوعية وبهمة أهالي قطاع غزة ستتواصل مسيرات العودة حتى العودة إلى أراضينا التي هُجر منها أجدادنا عام 1948، ولن يكل ولم يمل هذا الشعب إلا بتحقيق هذا الحلم، ولا أقل من رفع الحصار كاملًا عن قطاع غزة.
أما السبعيني أبو العبد صيام، فقد وصف المشاركين في ورشة البحرين بـ"فسطاط الكفر والمنافقين"، مطالبًا العرب بالتراجع عن المشاركة في "الجريمة والخذلان والذل" الذي لحق بهم إزاء هذه المشاركة.
وقال صيام لـ"فلسطين": "أنا متأكد أنهم الآن يعيشون حالة من الذلة، حيث إن شعوبهم تلفظهم وتلعنهم، وتقول لهم ارجعوا لإخوانكم في فلسطين، حتى تكونوا يدًا واحدة على اليهود الغاصبين".
وشدد على استمرار المشاركة الأسبوعية في مسيرات العودة حتى "تحقيق العودة إلى ديارنا وقرانا في فلسطين بكامل حدودها من رأس الناقورة شمالًا حتى رفح جنوبًا"، لافتًا إلى وجوب فك الحصار عن قطاع غزة والعيش بكرامة وأمن وأمان مثل باقي شعوب العالم.
"اجتماع قراصنة"
من جانبه نعت الستيني أبو محمود عبد ربه ورشة البحرين بأنه "اجتماع قراصنة"، يهدف لتصفية القضية الفلسطينية.
وقال عبد ربه لـ"فلسطين": "لقد تآمر العرب على فلسطين عامةً وغزة خاصةً، ولا يسعنا إلا أن نقول لهم: ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين، فكما تكالبت الأحزاب على الرسول الكريم ونصره الله، سيكتب لنا النصر لا محالة".
ووجه نداءً للدول العربية قائلًا: "النصر قادم وعدًا من الله، فلا تكونوا ممن يخذل القضية الفلسطينية فيكتبكم التاريخ في سجل الخذلان".
أما عن مشاركة الفلسطينيين في مسيرات العودة، فأكد أنها نابعة من حبهم للأوطان التي ورثوها عن الآباء والأجداد، مضيفًا "هذه الأرض لا تفريط فيها، وسنبقى ندافع عنها في كل وقت وحين، إلى أن يكتب لنا النصر المبين، وإن لم يكن في عهدنا سيكون في عهد أبنائنا وأحفادنا".
من جهتها، تؤكد المشاركة أم اسماعيل أن مسيرات العودة مستمرة حتى تحقيق أهدافها بفك الحصار عن غزة وتحرير فلسطين.
وقالت أم اسماعيل لـ"فلسطين": "مشاركتنا في هذه المسيرات نصرةً للأسرى والمسرى، ولتكثير سواد المسلمين، ودعمًا للمقاومة والقدس، وهذا أكبر شرف لنا، أن نشارك بخطواتنا حتى نستعيد ما سلبه اليهود منا".
وحول ورشة البحرين، قالت: "لكل العرب المشاركين في هذه الورشة ليسقط مؤتمركم ولتسقط صفقة القرن، ما دام هنا على أرض غزة رجال ونساء يأتون لمسيرات العودة، سوف تسقط كل المؤامرات ضد القضية الفلسطينية، ولن نتنازل عن أي شبر من فلسطين".
أما أم مصعب عبد الكريم، فتؤكد أن "أرض فلسطين ليست للبيع، فهي وقف للمسلمين عامة وللفلسطينيين خاصة، وليس للصهاينة والمتخاذلين ذرة تراب فيها".
وقالت أم مصعب لـ"فلسطين": "سنظل صامدين ثابتين نشارك في هذه المسيرات حتى تحرير كامل الأراضي الفلسطينية والعودة لبلادنا، كما نريد فك الحصار والعيش بسلام وأمان دون احتلال".
وأضافت: "أقول للمشاركين في ورشة المنامة، من يفرط بأرض فلسطين لن يجني سوى العار، ومن يقف إلى جانب (إسرائيل) ويدعمها، ويترك أهالي غزة الذين يصرون على تحرير فلسطين سيأتي اليوم الذي يندم عليه ولن ينفعه الندم".