فلسطين أون لاين

​الإجازة الصيفيّة.. فرصة لحفظ القرآن وتعلّمه

...
غزة-هدى الدلو:


ما أن يحط العام الدراسي رحاله معلنًا الرحيل، وقدوم الإجازة الصيفية، يبدأ الطلاب بالانطلاق نحو اللعب والترفيه، بعيدًا عن ضغط الدراسة وعناء الامتحانات، ولكن بعضهم أو أهاليهم لديهم وعي بأهمية استغلال الإجازة الصيفية ومن بين ذلك الالتحاق بمراكز تحفيظ القرآن..

لعب وحفظ

الطفل عبد الرحمن ناصر البالغ من العمر (11) عامًا، يقضى ساعات نهاره في اللعب والمرح مع أبناء عمه، ونشاطات ترفيهية أخرى مع أبناء جيرانه، وما أن يستمع لصوت آذان مؤذن صلاة المغرب يعود إلى البيت ليبدل ملابسه ويتوضأ للذهاب إلى المسجد ومن ثم الالتحاق بحلقات تحفيظ القرآن.

قال: "كل عام أذهب لحفظ القرآن بتشجيع من والديّ اللذين وعداني عندما أتم حفظ جزء سيجلبان لي الهدية التي أختارها"، فقد أتم حفظ الجزء الأول "عم" في العطلة الماضية، وبدأ في الإجازة الحالية بجزء "تبارك".

ولا يرى ناصر أن التحاقه بمراكز حفظ القرآن يشكل أي ضغط أو حرمان من اللعب والترفيه، كونه يقضي ساعات نهاره في اللعب.

استغلال الوقت

أما أم حسام إسماعيل فلديها ستة من الأبناء، فقالت: "ألحق الأبناء في مراكز تحفيظ القرآن لعدة أسباب أولها حفظ القرآن، استغلال الوقت بدلًا من إضاعته في اللعب بالشارع، وعلى مواقع الانترنت، أو حتى في عمل مشاكل وخلافات فيما بينهم".

وأشارت إلى أن الجميل في الأمر أن مراكز حفظ القرآن الخاص بالفتيات يفتتح أبوابه في الصباح حتى الظهر، أما الخاص بالطلاب الذكور فحلقاته تعقد بعد المغرب، ما عدا ابنها الملتحق في مخيم تاج الوقار فيبدأ من ساعات الصباح الأولى، ويختلف أبناؤها في عدد الأجزاء الذين أتموا حفظها.

وبينت إسماعيل أن تلك المراكز كفيلة بضبط تصرفات أبنائها، كما أنها تحتوي على نشاطات ترفيهية، في حين لو أرادت إلحاقهم بمخيمات صيفية فإنها تحتاج إلى مبلغ ليس بسيطًا من أجل تسجيلهم.

بينما مريم سليم (15) عامًا، والتي اعتادت في الإجازة الصيفية من كل عام الذهاب للمسجد القريب من منطقة سكنها، وقد تمت مؤخرًا حفظ الجزء العاشر، وتجذبها الدورات التي تعقد في مراكز تحفيظ القرآن، كالخاصة بأحكام التلاوة والتجويد.

مشاريع قرآنية

في السياق ذاته، تحدث د. عبد الرحمن الجمل رئيس جمعية دار القرآن الكريم والسنة، أنه يتم استثمار الاجازة الصيفية بمشاريع عديدة ومتنوعة، ليتمكن الطلاب والطالبات من استثمار أوقاتهم بما يعود عليهم بالنفع والفائدة.

وأوضح أن المشاريع خاصة بدار القرآن الكريم والسنة النبوية، ومن أهم تلك المشاريع المشروع المتكرر للمرة الثانية عشرة "تاج الوقار"، وأساسه الاعلان عن استقبال الطلبة، ويشمل هذا المشروع على تحفيظ القرآن، وتثبيته للطلبة الذين سبق حفظهم في الأعوام الماضية، ويندرج أسفل منه تعليم أحكام التلاوة والتجويد، والدورات المتنوعة والمختلفة، وتعليم سنة النبي صلى الله عليه وسلم.

وأشار د. الجمل إلى أن هناك مشروعًا خاصًا بالمتميزين من الطلاب، ويطلق عليه "المتميزين"، حيث يتم اختيار أعداد من الطلبة الأذكياء من مختلف المحافظات ولديهم قدرة على الحفظ، فهو مخيم خاص بهذه الفئة كون إنجازها سيكون ملموسًا بشكل أفضل من غيرهم.

وأضاف: "وذات المشروع عند الطالبات، ويطلق عليه "مواكب الحافظات" وطرح للعام الرابع على التوالي، وفي العام الماضي تم تخريج 500 طالبة ومن المتوقع تخريج نفس العدد العام الحالي".

وبين د. الجمل أنّ من المشاريع الجديدة في هذا العام المشروع الخاص بصغار السن، وأطلق عليه اسم "براعم القرآن"، وأيضًا مخيم "تاج الوقار الإلكتروني"، لتعليم القرآن الكريم والسنة، هذا مخيم صيفي جاء تحت عنوان "الطريق إلى الأقصى"، من خلاله ينطلق المحفّظين في المشروع لتعليم القرآن وحفظه وكذلك السنة، في كل دول العالم، فالنقلة النوعية التي أحدثتها الجمعية في اتجاه الفضاء الإلكتروني، وتم تخريج الآلاف في الأعوام الماضية، حيث يتم التواصل مع أكثر من 52 دولة من مختلف دول العالم.

ولفت إلى أن هذه المخيمات تحتوي على بعض البرامج التربوية والترفيهية والتثقيفية التي تخص القضية الفلسطينية مثلًا، والحملات التي تطلق لبر الوالدين، وأخلاق حافظ القرآن وغيرها.

ونبه د. الجمل إلى المخيمات القرآنية قد استوعب في العام الماضي ما يقارب 35 ألف مشارك، ويطمح لتخريج المزيد من حفظة القرآن.