فلسطين أون لاين

​آخرها لقاؤه مع رئيس الشاباك

لقاءات عباس بمسؤولي أمن الاحتلال.. استجداء وذروة التنسيق الأمني

...
صورة أرشيفية
غزة- رام الله/ نور الدين صالح:

لا تنقطع محاولات رئيس السلطة محمود عباس عن استجداء الاحتلال الإسرائيلي، عبر استمرار عقد لقاءات علنية وأخرى سرية، مع قادة أمن الاحتلال، ضمن الحفاظ على أعلى وتيرة من التنسيق الأمني بين الجانبين.

فقد كشفت القناة "12" العبرية، النقاب عن لقاء سري جمع عباس مع رئيس جهاز مخابرات الاحتلال "الشاباك" نداف أرغمان لبحث أزمة أموال المقاصة، مشيرةً إلى أن أمن الاحتلال الإسرائيلي يخشى من "انهيار قريب" للسلطة.

هذا اللقاء لم يكن مفاجئاً أو مستغرباً، خاصة في ظل استمرار العلاقة المفتوحة بين الجانبين، وتفاخر عباس شخصياً بذلك، بل إنه يرى توافقاً مع رئيس مخابرات الاحتلال بنسبة تصل إلى التطابق الكلي منقوصة 1% فقط.

وبحسب مراقبين، فإن السلطة لا يُمكن لها أن توقف التنسيق الأمني لاعتبارات عدةّ أولها ارتباطها باتفاقيات أمنية والثاني تحقيق "المصالح الشخصية"، والثالث عدم قدرتها على تحمل النتائج المترتبة على وقف التنسيق مع الاحتلال.

المدير التنفيذي السابق لجهاز مخابرات السلطة في رام الله فهمي شبانة، لم يستغرب انعقاد مثل هذا اللقاء في ظل تمسك السلطة ممثلة برئيسها عباس, بالتنسيق الأمني وصولاً إلى تقديسه.

وعدّ شبانة في حديثه مع صحيفة "فلسطين"، عقد لقاء بين عباس ورئيس الشباك لبحث قضية أموال المقاصة، يدلل على أن "من يُحكم السلطة هي أجهزة مخابرات الاحتلال".

ورأى أن جلوس عباس بصفته رئيس السلطة مع أرغمان، دلالة على ضعف السلطة وعدم وجود أي قيمة لها من وجهة نظر الاحتلال.

وقال: إن عباس أوصل السلطة إلى حالة من الانحطاط القيمي والوطني والنضالي، عدا عن إضاعة هيبة الشعب الفلسطيني ونضالاته.

وشدد على أنه "من غير المقبول لقاء مسؤولين من الأمن الفلسطيني مع نظرائهم الإسرائيليين، فكيف لرئيس السلطة، للحديث عن موضوع مالي".

وأوضح شبانة، أن (اسرائيل) تسعى لزيادة الشرخ والانقسام بين قطاع غزة والضفة الغربية، بهدف قطع التواصل الجغرافي بينهما، مطالباً بضرورة إنهاء الانقسام واتمام الوحدة الوطنية لمواجهة إجراءات الاحتلال والمؤامرات التي تحاك ضد الشعب الفلسطيني.

ويتفق مع ذلك الوزير الفلسطيني السابق حسن عصفور، حيث اعتبر اللقاء جزءاً من مسلسل العلاقات الخاصة بين الطرفين.

ورأى عصفور في مقال صحفي له، أن لقاء أرغمان مع عباس "خطيئة سياسية"، لدوره المباشر في كل ما يتعلق بمطاردة الشعب الفلسطيني عامة، والضفة والقدس خاصة، مشيراً إلى أن اللقاء جاء بعد أيام من مهاجمة قوات الاحتلال مقر "الأمن الوقائي" في نابلس.

وقال: "ما يهم مخابرات العدو، هو كيفية استمرار أجهزة أمن سلطة رام الله، في تقديم خدماتها ضمن رابطة التنسيق الأمني مع الأمن الإسرائيلي، نظراً لما في ذلك من خدمة لا تقدر بثمن".

وأوضح أن أرغمان له مصلحة مباشرة بعدم تعرض أجهزة أمن "سلطة الحكم المحدود" لأزمة مالية ما يجبر الأمن الإسرائيلي على "سد الفراغ" الذي سينتج حال عجز تلك الأجهزة عن أداء مهامها التنسيقية.

وأضاف: "أرغمان لا يذهب الى المقاطعة "لتبادل الآراء"، فهو رجل أمن وليس صاحب قرار سياسي، ولذا زيارته لن تذهب سدى، وقادم الأيام كاشف لما كان بها؛ لكنه حتما لن يكون لصالح فلسطين القضية والشعب".

تجدر الإشارة إلى أن عباس استقبل شخصيات أمنية اسرائيلية في مقر المقاطعة برام الله مرّات عدّة، وأكد خلالها استمرار التنسيق الأمني.