أدانت وزارة الخارجية والمغتربين، بأشد العبارات عمليات التهويد المتواصلة للبلدة القديمة في الخليل، واعتبرتها إمعانا في التغول الإسرائيلي على البلدة القديمة، وعلى الاتفاقيات الموقعة والشرعية الدولية وقراراتها. وأكدت الوزارة ان ما تتعرض له البلدة القديمة في الخليل من هجمة استيطانية تهويدية شرسة، يستدعي تدخلا دوليا عاجلا لوقف عمليات التهويد والتطهير العرقي الحاصلة فيها.
لا ادري ما هي اشد العبارات المستخدمة لإدانة الجرائم الإسرائيلية، ولا ادرى ما الذي تبقى بعد تلك العبارات لاستخدامه في جرائم اكبر، ولكن الذي اعرفه أن لائحة الادانات والاحتجاجات لوزارة الخارجية الفلسطينية وكل الوزارات في السلطة الفلسطينية منذ قيامها لم تخرج مستوطنا من مستوطنته ولم تعد مترا من الأرض إلى أصحابه، ولذلك تشهد اراضي الضفة الغربية والقدس هجمة استيطانية غير مسبوقة وخاصة في القدس ونابلس والخليل، وتركيز العدو الاسرائيلي في الفترة الاخيرة على مدينة الخليل مما يؤشر على وجود نوايا لتغيير واقع المدينة وربما تفتيتها لأنها اكبر محافظات الوطن وأخطرها على المشروع الإسرائيلي، وقد يكون للخليل الدور الاكبر في تغيير المعادلة في الضفة الغربية لصالح الفلسطينيين، ولذلك لا تكفي الادانات اللفظية التي لا تسمن ولا تغني من جوع، حيث ان "الادانة" والتهديد بـ"تحريك المجتمع الدولي" اصبح السلاح الوحيد بيد منظمة التحرير، فإن قُتل فلسطيني أو جُرفت قرية أو تم التوافق على صفقة القرن فالجواب واحد لا يتبدل، ندين ونستنكر وسنلجأ الى الجنائية الدولية ثم تنتهي القصة.
بعد عشرة ايام ستكون هناك مؤامرة في المنامة بمشاركة دول عربية، هل سمعنا بعبارات تنديد قوية ضد المشاركين العرب من جانب منظمة التحرير؟ بل سمعنا من يتفهم مبررات الدول المشاركة ويكررها خشية من اغضابهم او جرح مشاعرهم، لا بد ان نقول للمتآمر انه متآمر، ولا بد ان نقول للخائن انه خائن، اما الطبطبة فلا تنفع وخاصة اننا رأينا سياسة فلسطينية قاسية تستخدم داخليا، فلماذا القسوة على أنفسنا والرحمة على المتآمرين علينا؟ نحن نرفض ما يسمى صفقة القرن، نرفض المواقف المائعة إزاء المشاركين فيها، كما نرفض ان نتجاهل الوحدة الوطنية الداخلية باعتبارها اهم سلاح يمكننا استخدامه لقهر المتآمرين على فلسطين وأهلها.