فلسطين أون لاين

أبو كميل: ذوو الإعاقة أصحاب همم لا يعوق طريقهم شيء

...
غزة/ أسماء صرصور:

هل تعرف عزيزي القارئ أن مصطلح ذوي الاحتياجات الخاصة خطأ استخدامه، وأن المصطلح الصحيح وفق الخبراء الدوليين هو "الأشخاص ذوو الإعاقة"، فحسب الخبراء فإن كل البشر هم أشخاص ذوو احتياجات خاصة، ولكل منهم حاجة مختلفة عن الآخر، أما نحن فأشخاص ذوو إعاقة، والآخرون هم أشخاص دون إعاقة.

الفقرة السابقة يحكيها لـ"فلسطين" وقرائها محمد جمال سليم أبو كميل (30 عامًا) شخص ذو إعاقة حركية بسبب نقص الأوكسجين في أثناء الولادة، وتفاصيل أخرى يرويها عن مبادرته للتوعية بالفئة التي ينتمي إليها؛ فيقول: "من أهم أسباب نجاح الشخص، هي الأسرة والبيئة الأسرية، سواء أكان شخصًا بإعاقة أو شخصًا دون إعاقة، فنجاحي بفضل الله أولًا، ثم بفضل الأسرة التي أعيش فيها".

ويوضح أن حياته كلها كانت محفوفة بالصعوبات والتحديات، فالمدارس غير ملائمة للأشخاص ذوي الإعاقة، لكن من الضروري أن يدرس وأن يتخطى كل شيء، وبفضل الله حصل على بكالوريوس إدارة أعمال -علوم مالية ومصرفية من الجامعة الإسلامية سنة 2011م، ودبلوم عالٍ في إدارة مؤسسات المجتمع المدني الـ NGOs سنة 2013.

أبو كميل لم تمنعه إعاقته من مبادرة لزيارة المدارس والمعاهد والمؤسسات المحلية، بهدف خلق حالة من الوعي المجتمعي حول الأشخاص ذوي الإعاقة، وتوضح واقعهم وآمالهم وتطلعاتهم المستقبلية.

ويشير إلى أن أهم أسباب المبادرة التي أطلقها هي المشكلات والصعوبات التي كان يواجهها في كل زاوية من حياته، وفي كل مراحل الحياة، فمن هذا المنطق خطرت له فكرة عقد لقاءات توعوية، مضيفًا: "أجلتُ الانطلاق بها لما بعد انتهاء الدراسة حتى أكون متفرغًا لها، وهي تستهدف طلبة المدراس الذي سيكونون في المستقبل قادة المجتمع وقادة العمل المؤسساتي والتنظيمي، فبالتالي بمواقعهم المستقبلية من الممكن أن يغيروا من واقع الأشخاص ذوي الإعاقة".

ولفت أبو كميل إلى أن فكرة المبادرة تتلخص في أن يكون شابًّا على كرسي متحرك يزور المدراس، ويسمع من الطلاب صغار السن الأفكار التي يحملونها عن الأشخاص ذوي الإعاقة، ومن خلال ما يسمع يبدأ يصوِّب ويوضح لهم الجوانب المتعلقة بذوي الإعاقة، خصوصًا المصطلحات المستخدمة، والدور المطلوب منهم كأشخاص دون إعاقة تجاه الأشخاص ذوي الإعاقة.

وبناءً على تجربته كما يقول: "هناك تفاعل كبير من الطلبة والمديرين والمدرسين والطلبة، وهناك تقبل رائع كذلك".

ولفت إلى أن من دعم فكرته واقتنع بها، وساعده في الوصول إلى أي مدرسة للحديث مع طلابها، شخص يستحق التقدير والثناء، وهو نائب مدير عام قسم الإرشاد والتربية الخاصة في وزارة التربية والتعليم خالد أبو فضة.

وبين أنه حاليًا ينظم هذه المبادرة وحده، ويقوم بالجهد منفردًا، متمنيًا أن تتطور هذه الفكرة، وتتعمم ويكون فيها عدد من الأشخاص ذوي الإعاقة؛ لإيصال الفكرة والمفاهيم الصحيحة عن ذوي الإعاقة، وأن الإعاقة الحقيقية هي الحواجز المجتمعية التي تمنع ذوي الإعاقة من ممارسة حياتهم طبيعيًا.

وأخيرًا يختم أبو كميل برسالة لكل أفراد المجتمع، للمؤسسات الحكومية، ولمؤسسات المجتمع المدني، وللإعلاميين، لكل شخص، أن الأشخاص ذوي الإعاقة هم أشخاص لديهم القدرة والرغبة والعزيمة على تأدية حياتهم طبيعيًا، مستدركًا بقوله: لكن هناك بعض الحواجز في المجتمع والتي يجب على الجميع التكاتف لرفعها، ويتمكن الأشخاص ذوو الإعاقة من العيش بحياة كريمة كالأشخاص من دون إعاقة".