فلسطين أون لاين

​ كيف حالك في شعبان؟

دار الزمان دورته واقترب شهر الخيرات والبركات، شهر رمضان وبين يديه شهرٌ غفل عن فضائله كثيرٌ من الناس، عَنْ عَائِشَةَ (رضيَّ الله عنها) أَنَّهَا قَالَتْ: "كَانَ رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) يَصُومُ حَتَّى نَقُولَ لا يُفْطِرُ، وَيُفْطِرُ حَتَّى نَقُولَ لا يَصُومُ، وَمَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) اسْتَكْمَلَ صِيَامَ شَهْرٍ قَطُّ إِلا رَمَضَانَ، وَمَا رَأَيْتُهُ فِي شَهْرٍ أَكْثَرَ صِيَامًا مِنْهُ فِي شَعْبَانَ".

فلماذا كان رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) أكثر الشهور صياماً في شعبان؟! هذا السؤال سأله أسامة بن زيد (رضيّ الله عنهما) حيث قال: قلت يا رسول الله: لم أرك تصوم من شهر من الشهور ما تصوم من شعبان؟ قال: "ذاك شهرٌ يَغفَلُ عنه الناس، بين رجب ورمضان، وهو شهرٌ تُرفعُ فيه الأعمالُ إلى ربِّ العالمين، وأحبُّ أنْ يُرفَعَ عَملي وأنا صائم".

أما السبب الأول: لأنه بين رجب -وهو من الأشهر الحُرُم- وبين رمضان -وهو أفضل شهور السنة- فيصاب كثير من الناس بالغفلة والفتور فيه، والعبادة وقت غفلة الناس تكون أكثر ثواباً وأعظم أجراً عند الله (تعالى)، لذا كانت صلاة الفجر في جماعة تعدل قيام ليلة كاملة، وأفضل الصلاة بعد المكتوبة الصلاة في جوف الليل، ومن صلى البردين (الفجر والعصر) دخل الجنة، وركعتا الضحى تعدل ثلاثمائة وستون صدقة، ودعاء السوق (لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيي ويميت وهو حيٌّ لا يموت، بيده الخير وهو على كل شيءٍ قدير) من قاله كُتب له ألف ألف حسنة ومُحيت عنه ألف ألف سيئة ورُفع له ألف ألف درجة وبُني له بيتٌ في الجنّة، والصيام أفضل ما يُتقرب به إلى الله (تعالى)، قال رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم): "مَنْ صَامَ يَوْماً فِي سَبِيلِ اللَّهِ بَعَّدَ اللَّهُ وَجْهَهُ عَنْ النَّارِ سَبْعِينَ خَرِيفًا".

أما السبب الثاني: فهو أن أعمال الناس تُرفع إلى الله (تعالى) في هذا الشهر، فعلى أي حال تحب أن تكون في هذا الشهر؟! أتحب أن يرفع التقرير السنوي عن أعمالك وأنت في غفلة؟! وأنت قاطع للرحم؟! وأنت هاجر للمساجد ولكتاب الله؟! ....؟!

وفي هذا الشهر ليلة عظيمة الشأن، ألا وهي ليلة النصف من شعبان، قال رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم): "يطّـلع الله إلى جميع خلقـه ليلـة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه إلا لمشرك أو مشاحن". والمشاحن هو من لديه خصومة مع أحد من المسلمين.

فلندرك أنفسنا قبل هذه الليلة ولنوصل الحبال المقطوعة مع أرحامنا وجيراننا وأقاربنا وأصدقائنا وزملائنا وكافة المسلمين حتى تدركنا مغفرة الله (تعالى) وتصيبنا رحمته.