انتقد منسق الأمم المتحدة إلى الشرق الأوسط نيكولاي ملادينوف، ما تردد عن اتخاذ السلطة الفلسطينية قرارا يقضي بزيادة رواتب وزراء الحكومة ورأى أن تلك القرارات في وقت يعاني فيه الشعب ويتم قطع الرواتب في غزة تتحدى المنطق وتثير غضب الناس بحق ، ومن جانب آخر هاجمجيسون غرينبلات مبعوث ترامب السلطة الفلسطينية متهما إياها بالفساد ومواصلة تلقي مسؤوليها العلاج في " إسرائيل" .
عندما نستمع إلى مثل تلك التصريحات نظن ان أصحابها من ذوي القلوب الرحيمة، ومن أصحاب الضمائر الحية، بل وأكثر من ذلك لان تصريح غرينبلات يوحي بأنك أمام مسؤول عادل وشفاف يريد المساواة بين المسؤولين والرعية وخاصة في مسألة تلقي العلاج داخل الكيان الإسرائيلي.
اكبر شيء يعاني منه قطاع غزة هو الحصار الإسرائيلي العربي، فلماذا لا تطالب الامم المتحدة وتصر على ضرورة رفع الحصار عن قطاع غزة بدلا من التباكي على قطع الرواتب؟ الاف الضحايا استشهدوا في القطاع وجرح اضعافهم ودمرت المنازل والمصانع والبنى التحتية ولا يحرك المجتمع الدولي ساكنا ثم في ظروف استثنائية يتحدثون عن معاناة الشعب مع تجاهل تام للسبب الرئيس والمجرم الحقيقي الا وهو العدو الاسرائيلي.
لاحظت في الفترة الاخيرة وبالتوازي مع المحاولة الأمريكية الإسرائيلية إيجاد قيادة بديلة للشعب الفلسطيني، تظاهر مسؤولين امريكيين وامميينالاهتمام بمعاناة الشعب الفلسطيني، بل والاهتمام بما يتداوله الشارع، ولذلك نجدهم يرددون ما يردده المواطنون الفلسطينيون من قضايا حساسة، وكذلك يحاولون التواصل مع فئات مختلفة داخل الشعب الفلسطيني وخاصة الإعلاميين و الناشطين من خلال التعليق على ما يطرحونهمن اجل لفت انتباههم، وهذه السياسة جديدة وملفته لكثافتها، لذلك نرى اشتباكا كلاميا بين مسؤول أمريكي رفيع مع كاتب فلسطيني او ناشط او عضو مجلس تنظيمي او حتى قيادي من أي تنظيم فلسطين، هم يحاولون فتح خطوط مع الشعب الفلسطيني بعيدا عن السلطة لأنهم يريدون الضغط عليها او تجاوزها إذا اقتضى الأمر.
في النهاية نقول ان اصل معاناة الشعب الفلسطيني هو الاحتلال الاسرائيلي، ودولة الاحتلال وكذلك المجتمع الدولي مسؤولون عن مضاعفات احتلال فلسطين البغيض ،والفساد جزء لا يتجزا من جرائمهم، فهم رعاة الارهاب ورعاة الفساد ورعاة كل الكوارث التي تحل على فلسطين والعالم العربي.