أجمع قادة فصائل فلسطينية في الضفة الغربية على ضرورة تفعيل الجهد الشعبي المقاوم كتطبيق عملي للموقف الفلسطيني الرافض لـ"صفقة القرن"، والتي جاء في أحد بنودها ضم أجزاء من الضفة إلى دولة الاحتلال.
وعُقد في مدينة البيرة بالضفة الغربية اجتماع فلسطيني موسع شمل كافة فصائل المقاومة الفلسطينية، ومؤسسات المجتمع المدني، وهيئة مقاومة الجدار والاستيطان، والنقابات الفلسطينية ومستقلين، تأكيدًا على أهمية تنظيم فعاليات جماهيرية وشعبية رفضًا لصفقة القرن.
وأكد الأمين العام لجبهة التحرير الفلسطينية، واصل أبو يوسف، أن تنظيم فعاليات جماهيرية وشعبية في كافة أرجاء الأراضي الفلسطينية المحتلة يأتي في سياق مواجهة ورشة البحرين وإسقاط صفقة القرن.
وقال أبو يوسف لـ"فلسطين": "تم الاتفاق بأن تكون هذه الفعاليات ذات طبيعة نضالية وكفاحية رفضًا لأي مساس بالقضية الفلسطينية، تحت شعار (موحدون في مواجهة ورشة البحرين واسقاط صفقة القرن)".
ولفت إلى أن باكورة هذه الفعاليات ستكون يوم الجمعة القادم على نقاط التماس مع الاحتلال في الضفة المحتلة، ضمن برنامج موحد من مظاهرات ومسيرات واحتجاجات.
وفي 15 يونيو/ حزيران الجاري ستعم المظاهرات الشعبية كافة محافظات الوطن، تعقبها احتجاجات ومسيرات شعبية يوم 24 حزيران في الضفة المحتلة وقطاع غزة والداخل المحتل وكذلك في العديد من مخيمات اللجوء في الشتات، والذي يسبق ورشة البحرين.
إضافةً إلى ذلك، يجري حاليًا دراسة أن يكون 25 حزيران يوم إضراب شامل في كافة الأراضي الفلسطينية تزامنًا مع عقد الورشة، وفق قوله.
ويرى أبو يوسف أن هذه الفعاليات تأتي تكاملًا مع الطبيعة الاجتماعية الفلسطينية لرفض الصفقة الأمريكية، وتطبيقًا عمليًا لحالة الرفض.
وتمم حديثه بالقول: "ليعلم الاحتلال وحلفاؤه أن الحقوق لا تقايض بالأموال".
الانضمام التدريجي
من جهته، يرى القيادي في الجبهة الديمقراطية نهاد أبو غوش، أن الصفقة الأمريكية ستنهار أمام الخطوات العملية الشعبية النضالية الداعمة لموقف الكل الفلسطيني الرافض لها.
وأكد أبو غوش في حديثه لـ"فلسطين" أن الصراع الجوهري سيكون على الأرض في الضفة الغربية والتي ستتحول من "خاصرة رخوة" بالنسبة للفلسطينيين لنقطة قوة فلسطينية، في حال تطبيق معادلة المقاومة والجهود الشعبية، كما سيتحول الاستيطان الموجودة في الضفة لنقطة ضعف للاحتلال.
وأشار إلى أن الحالة الشعبية الجماهيرية جاهزة، حيث قدمت نماذج وبطولات نضالية كما جرى في معركتي البوابات الإلكترونية وباب الرحمة في القدس المحتلة، والتي مثلت حالة جماهيرية كفاحية رائعة.
وكذلك الحالات الفردية التي مثّلت نماذج بطولية مشرفة، أمثال عمر أبو ليلى وأشرف نعالوة، وصالح وعمر البرغوثي، ومن قبلهم أحمد جرار، إذ باتت نماذج ملهمة تغري قطاعًا واسعًا من جيل الشباب الناشئ بالحذو طريقهم كون عملياتهم أمست نموذج العمل البطولي الفردي المنظم المؤلم للاحتلال، وفق تعبيره.
واستدرك أبو غوش قوله: "صحيح أننا أمام نماذج كفاحية متعددة، لكن المشكلة تتمثل في حالة الفصائل الوطنية بلا استثناء، كونها تعيش أوضاعًا ذاتية (الانقسام والخلافات الداخلية) لا تنسجم مع الاستعداد العالي للجهود الشعبية".
اضافة إلى ذلك، فإن فصائل المقاومة في الضفة لم تطوّر أدوات عملها النضالي ولا أدوات علاقتها بالجماهير، كما قال.
ويعتقد أن اشتداد الصراع مع الاحتلال، سيقلص الفجوة الموجودة، وبالتالي ستلتحق قطاعات مختلفة من الشعب والفصائل تدريجيًا بالحراك الكفاحي الشعبي في المستقبل القريب.
وشدد أبو غوش أن المطلوب من الفصائل التواضع والاستجابة لمطالب الجماهير وتغيّر أساليب عملها، وترك الخلافات الفلسطينية جانبًا، والانسجام مع دعوات الوحدة الوطنية وتغليب قضية القدس تحديدًا، وقضية الأرض على كل التباينات الثانوية.
برنامج وطني شامل
أما القيادي في الجبهة الشعبية بدران جابر، أرجع سبب تأخر الهبة الشعبية في مواجهة الاستيطان وصفقة القرن، لعدم بناء أساسات الوحدة استنادًا إلى قاعدة المقاومة، لأن المقاومة ضرورة تمليها ظروف وسياسات الاحتلال، عدا عن أنها وسيلة مشروعة في القانون الدولي.
وقال جابر في حديثه لـ"فلسطين": "المقاومة حقنا، ولكننا لم نتخذ الخطوات اللازمة التي تمكننا من تفعيل طاقاتنا وحشدها في مواجهة هذه الصفقة وغيرها".
وطالب الكل الوطني، المسارعة بإنجاز الوحدة الوطنية، والاتفاق على برنامج وطني جامع وشامل يحفز المقاومة ويعيد روحها، واطلاق يد الجماهير الشعبية لتمارس دورها في مواجهة المحتل وسياساتها الاستيطانية، ومواجهة صفقة القرن.
وأكد أن الجهد الشعبي المقاوم الموحد كفيل بالتصدي لصفقة القرن والاستيطان، منبّهًا إلى أنه الأسلوب الوحيد الذي بقي في يد الفلسطينيين لمواجهة سياسة أمريكا والاحتلال.