دعا السيد تيسير خالد عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية إلى البدء بتنفيذ قرارات المجلس الوطني الفلسطيني والمجالس المركزية وقرارات اللجنة التنفيذية بشأن تحديد العلاقة مع "إسرائيل" ردا على سياسة الإدارة الأمريكية وحكومة الاحتلال، مضيفا أنه يجب بدء الإعداد لعصيان وطني شامل في وجه الغزاة والمعتدين باعتباره الخيار السياسي الرئيس والجوهري للتحرر من الاحتلال وإنجاز الاستقلال.
نحن مع الشق الأول من دعوته، وعلى منظمة التحرير _التي تعد الجبهة الديمقراطية أحد مكوناتها الرئيسة_ تنفيذ كل قرار يصب في صالح القضية الفلسطينية، ولكن ليس من أجل العودة إلى طاولة المفاوضات، بل من أجل تصحيح أخطاء الماضي للمنظمة التي تستوجب استعادة الميثاق الوطني للمنظمة بنسخته الأصلية دون بنود معدلة أو مشطوبة، ما يعني إلغاء الاعتراف بشرعية الاحتلال واتفاقية أوسلو. أي فصيل يدعي أنه يرفض اتفاقية أوسلو عليه أن يعلق عضويته في المنظمة حتى تصويب أوضاعها أو إعادة تأهيلها بالكامل حسب وثيقة الوفاق الوطني، ودون ذلك لا يكون هناك أي معنى لادعاء فصيل عدم اعترافه بأوسلو أو بشرعية الاحتلال.
أما الشق الثاني المتعلق بالعصيان الوطني فهو أمر غير مفهوم بالنسبة لي على الإطلاق، فماذا يعني "العصيان الوطني الموجه للاحتلال"؟ العصيان عكسه الطاعة، فهل نحن في حالة طاعة وطنية للاحتلال حتى نتحول إلى حالة العصيان الوطني؟ غزة أحيانا تكون في حالة تهدئة، وأحيانا في حالة تصعيد، ولكن العلاقة بين الفلسطينيين والإسرائيليين هي علاقة شعب محتل مع عدوه، ولكن هناك جزء يعيش حالة سلام وهمية أو من طرف واحد مع العدو، وهو منظمة التحرير التي تفرض السلام على نفسها رغم الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين واستمرار الجرائم اليومية التي يرتكبها في القدس ورام الله وكل مدن الضفة الغربية، فضلا عن حصاره لقطاع غزة.
القصد أنه يجب الدعوة إلى شيء مفهوم وواضح من أجل الابتعاد عن تشويه المفاهيم أكثر مما هي مشوهة، فالمنظمة أمامها أن تستمر بالمفاوضات العبثية حتى تحقق أهدافها أو ينتهي أمرها أو أن تعود إلى منبتها الأساس وهو الثورة بمعناها الحقيقي، وليس العصيان الوطني ضد الاحتلال ولا بالثورة السلمية بالورود وإحياء الحفلات والرقص المعاصر بحجة أننا شعب يعشق الحياة، نحن شعب نحب الحياة ولكن بعزة وكرامة وأخلاق عالية.