فلسطين أون لاين

حملة رغيف الخبز وأداء العبادات.. مهمة افتخار في رمضان

...
حملة رغيف الخبز
غزة/ صفاء عاشور:

بفكرة ومكونات بسيطة، بدأت افتخار المصري أو أم منّية كما تحب أن يناديها الجميع، حملة رغيف الخبز من داخل بيوت المواطنين المتعففين لمساعدة غيرهم من الفقراء عبر إهدائهم رغيف خبز يغنيهم ذل السؤال.

تفاصيل يوم المصري في شهر رمضان لا تخرج عن نطاق هذه الحملة وممارسة طقوس رمضان بقلب صادق ونية صافية، فشهر رمضان بالنسبة لها حكاية تعيشها بجوارحها وحواسها هي وعائلتها.

المصري التي لا تزال تتذكر البساطة والتواصل العائلي الذي كانت تعيشه في الماضي أحبت أن تترجم هذه المشاعر والأخلاق إلى أمر موجود على أرض الواقع، فحب الخير للناس وتفقد الفقراء أمر يجب أن يخرج من نطاق الحديث عنه فقط إلى العمل به.

وقالت في حديث لـ"فلسطين": "لا زلت أتذكر كيف كانت أجواء الحب في رمضان والتواصل العائلي والتقرب إلى الله بالطاعات والإيثار في حب الخير عند الجميع، فهذه الأجواء هي ما تربينا عليها في الماضي وسط أهلنا".

واستدركت المصري: "لكن رمضان الحالي دخلت عليه منغصات غريبة وجديدة لم تكن موجودة ولم نعهدها من قبل، فالوضع الاقتصادي الصعب الذي انعكس على الجميع وانشغال الناس بمواقع التواصل الاجتماعي غيرا كثيرا من المفاهيم والعادات عند الناس".

وأكدت أنها لا تزال تحرص أن تجمع عائلتها على وجبة الإفطار والسحور كما تحب أن تمارس العبادات مع أفراد العائلة وليست وحدها خاصة صلاة التراويح والزيارات العائلية وصلة الرحم، مشددة على أن هذه العبادات تجعلها تشعر ببركة رمضان عليهم.

وذكرت المصري أن أجمل ما يمكن أن يقوم به الإنسان في رمضان هو مساعدة الفقراء والمحتاجين، لذلك رأت أن الاستمرار في حملة رغيف الخبز التي بدأت بها منذ عدة أشهر أمر ضروري ولازم في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة لكثير من الأسر الفقيرة.

وأفادت أن الحملة تقوم على تجهيز أرغفة الخبز وعجنها وخبزها أو تبرع العائلات بها ثم إيصالها للأسر الفقيرة المحتاجة، والتي هي بأعداد كبيرة حسب المسح الميداني الذي قامت به بمساعدة جمعية خيرية ساعدتها في هذه الحملة.

وبينت المصري أنها منذ بداية الحملة وجدت الكثير من الدعم من طالبات الجامعات اللواتي كان لديهن الرغبة في العمل التطوعي، كما ساعدتها مديرة جمعية دعم الأسرة الفلسطينية حنان أبو مغيصب، وتعاونت معها لإنجاح هذه الحملة.

وأشارت إلى أن الحملة بعد إنشاء صفحة لها على مواقع التواصل الاجتماعي وجدت لها الكثير من الداعمين، وأصبح نطاق توزيع المساعدات أكبر من السابق، لافتةً إلى أن الحملة كانت قد بدأت بخبز الخبز على فرن الطين عند أصحاب أحد البيوت المتعففة.

وقالت المصري: "من خلال حملة رغيف الخبز لمسنا أن من يشعر بالفقير هم الفقراء أنفسهم وهم كانوا من أوائل الجهات التي حاولت المساعدة في هذه الحملة من خلال خبز أرغفة الخبز في بيوتهم وعلى الأفران المصنوعة من الطين".

وأضافت: "أما في شهر رمضان فعملنا على التواصل مع أصحاب المحلات التجارية لإقناعهم بالفكرة والمساهمة في توفير رغيف خبز على أبسط تقدير، كما تواصلت معنا العديد من الأوساط الاجتماعية والأسر للمساعدة في تجهيز الخبز بدون مقابل مادي ابتغاء الأجر والثواب من الله".

وشددت المصري على أن مبادرتها لا تستدعي المساهمة بالكثير من المال بل بحسب ما يتوفر من الطحين أو الخبز الجيد لإرساله بعد ذلك للأسر المحتاجة والفقيرة.