فلسطين أون لاين

فلسطين.. حيث محاولات الاحتلال تنغيص أجواء رمضان

...
صورة أرشيفية
غزة/ نبيل سنونو:

لا يقبل حال فلسطين خصوصًا في شهر رمضان بالمقارنة مع غيره في الدول الأخرى، لا لشيء إلا لأن يد الاحتلال تحاول أن تطال كل شيء في هذه البلاد، لتهويده وتدنيسه.

ولا فرق في نظر هذا الاحتلال، الأخير في العالم، بين مسجد وكنيسة وإنسان وآخر.. الجميع مستهدف بلا استثناء.

القدس

في كل وقت يتجاوز الفلسطينيون الحواجز والسدود التي أنشأها الاحتلال ليحول بينهم وبين أرضهم ومقدساتهم، وينجح بعضهم بالانتقال فعلاً إلى مدينة القدس للصلاة في المسجد الأقصى المبارك، بينما ينتقل الآخرون –وهم المعظم– روحًا فقط!

وتهلّ على أولئك الذين يحرمهم الاحتلال من الوصول، صور عبر مواقع التواصل الاجتماعي التقطها نشطاء أو صحفيون تظهر "أناقة" ورونق المسجد الأقصى ومسجد قبة الصخرة، وجموع المصلين الذين يصدحون بـ"الله أكبر"، مؤكدين أن "الأرض بتتكلم عربي".

وكأن القدس تتألق وتتزين مرة بعد أخرى لتهفو إليها أرواح الفلسطينيين ولاسيما في قطاع غزة.

لكن ذلك لا يروق لقوات الاحتلال التي تتفنن في ابتكار أساليب تهويد المدينة، فتهل مشاهد أخرى تظهر مرة تلو أخرى بشاعة ذلك الاحتلال الذي يلاحق المرابطين والمرابطات بالاعتقال ومنع إدخال وجبات الإفطار واقتحام الأقصى وإجلاء المصلين.

في المقابل يتحدى المصلون العزل من كل شيء إلا الإرادة، تلك المحاولات الاحتلالية ويتنافسون على اجتياز الحواجز ومساعي تفريغ المدينة من الفلسطينيين، سكانها الأصليين.

أما المسجد الأقصى "فيفرح" كثيرا كلما تمكن فلسطيني من الوصول إليه و"عناقه" و"طمأنته" أنه سيتحرر يومًا.

ويثبت الفلسطينيون دوما أنهم ماضون في هذا الطريق وإنْ طال، وكما قال الشاعر خالد أبو العمرين: "في القدس.. قد نطق الحجر.. مُرّوا على صحراء قلبي يورق الأمل.. تخْضرُّ تحت خطاكم الأرض وتشتعل.. والخوف يرتحل.. مرّوا فأصغركم هو البطل".

الخليل

في البلدة القديمة بالخليل المحتلة انتشرت قوات الاحتلال المدججة بالسلاح. أحد الجنود الذي ارتدى خوذة؛ أشهر سلاحه الفتاك بوجه فلسطيني أعزل كان يسير في أحد الشوارع.

استمر الجندي في ذلك بينما يتوسط مجموعة من الجنود الذين لو كانت الأرض تنطق لقالت لهم ما قاله الشاعر محمود درويش: "أيها المارون بين الكلمات العابرة.. احملوا أسماءكم وانصرفوا، واسحبوا ساعاتكم من وقتنا، وانصرفوا".

حاول هؤلاء الجنود استعراض "قوة" مزعومة بامتلاكهم ذلك السلاح، لكن لم تخف لغة أجسادهم أبدًا أنهم يفتقدون لقوة الحق.

أما المواطن فلم يعر ذلك السلاح اهتمامًا، إنه يعلم أنه "مشروع شهيد" فقط لكونه فلسطينيًا صامدًا على أرضه، وقد كان يسير في طريقه كما لو كان يحيط به قطيع من الحيوانات لا أكثر.

يتكرر ذلك كلما أشرقت الشمس أو غابت، فلا تكاد جرائم هذا الاحتلال الطويل تتوقف سواء في شهر رمضان أو في غيره من الشهور والأعوام والأيام.

غرباء هؤلاء الجنود، لا تطيقهم أرض الوطن ولا سمائه.