فلسطين أون لاين

عم الطفل "فجر" رجل الإصلاح الذي أقنع والديه بالعفو

...
الطفل فجر أبو حسين
غزة/ محمد الهمص:

لم يكن الطفل فجر (6 أعوام) يعلم أن يوم لعبه الأخير مع أقرانه وإخوته قد حلّ، وأن أجله قد حان، ودع والدته بعد أن وافقت على طلبه اللعب مع أصدقائه وأبناء عمومته في حيّهم وسط مدينة غزة، وابتسامته المميزة لم تغب عن وجهه.

أبو مازن أبو حسين، عم الطفل فجر ورئيس لجنة العشائر ورجل الإصلاح، يروي تفاصيل الحادثة التي أفقدتهم ابنهم، يقول: "إن فجر كان يحاول تجاوز الشارع مع أخيه الأكبر لحظة مرور شاحنة كبيرة وسيارة، حاول الأخير تجاوز الشارع، لكن وقع حادث التصادم مع الشاحنة".

ويكمل أبو حسين: "منذ اللحظة الأولى كنا في منطقة الحدث، وكان الطفل قد توفي على الفور، فطلبت من السائق تسليم نفسه للشرطة إلى حين إتمام مراسم الدفن والعزاء وبت قضيته، فاستجاب، ومن بعدها توجهنا لدفن الطفل فجر وفتح العزاء".

ويضيف: "جاءت عائلة السائق لتقديم واجب العزاء في ثاني أيام العزاء، وطلبوا المسامحة، ما دفعنا إلى البحث هل الدعس ناتج عن تهور أم لا؟، وثبت لاحقًا أن عملية الدعس كانت بالخطأ، فطلبت من والد ووالدة الطفل الصفح، فوافقا على الفور، وطلبنا إخراجه من مركز الشرطة".

أبو مازن شهد قصصًا كثيرة خلال عمله، وكانت أصعب بكثير من هذه القصة، وهو من ساهم في حل الود بين الجهتين، يقول: "كانت الأصعب علي، أنا عم المتوفى وفي اللحظة ذاتها رجل إصلاح أرسي الود بين الناس، وكان هذا امتحانًا نجحت فيه".

ويكمل أبو حسين: "لي قصص طويلة في هذا العمل وأعرف شعور أهل المخطئ دائمًا، ومن هذا الباب عفونا عن السائق الذي لم يكن له ذنب في هذه الحادثة".

ويضيف أبو حسين: "هذه الأقدار من الله، لذا علينا الصفح والمسامحة فيها، لأنها كانت بالخطأ، ولكن –يا للأسف- في غزة نجد من يتعنت في الصلح، ومنهم من يطلب مبالغ من الصعب توفيرها من أهل السائق، وغيرها من القصص، ونحن دائماً نكرر قول الله (تعالى): "فمن عفا وأصلح فأجره على الله".