أعجبتني دعوة لكاتب ومحلل سياسي فلسطيني مشهور، حيث طالب الفصائل والقيادة الفلسطينية ألا تجامل الدول العربية التي تتآمر على القضية الفلسطينية وتشارك في مؤتمر البحرين لان ذلك يعتبر نفاقا وليس عملا دبلوماسيا، وأنا اعتقد أن بعض الدول العربية لن تترك للجانب الفلسطيني المجال للإبقاء على شعرة معاوية. المجاملات السياسية لا تجوز بأي حال لمن يطعن الفلسطينيين في ظهورهم ويتآمر معهم بالاشتراك مع العدو الإسرائيلي والإدارة الأمريكية، وكما نطالب باتخاذ مواقف واضحة ضد كل من يطعن بالقضية الفلسطينية فإننا نطالب باتخاذ مواقف واضحة ضد كل من يشارك في التآمر على الشعوب الإسلامية ويذبح المسلمين بالتعاون مع الروس وغيرهم من قوى الشر العالمي، فليس الخطأ محصورا في بعض الدول العربية أو الخليجية ولكن هناك أخطاء وخطايا ترتكبها دول محسوبة على أمة الإسلام لا بد من مخاطبتها بما تستحقه فهي ليست أفضل حالًا من بعض الدول العربية المتآمرة على القضية الفلسطينية.
يبدو أن الولايات المتحدة الأمريكية تكثف ضغوطها على الدول العربية من اجل المشاركة في ورشه العار في البحرين، حيث انضمت دول جديدة إلى ركب الخاضعين للضغوط الأمريكية، ولكن السؤال هل تنضم "فلسطين" الى أول اجتماع رسمي لصفقة القرن في البحرين؟ أتمنى ألا تنجح الولايات المتحدة في ضغوطها على الطرف الفلسطيني حتى يظل متمسكا بموقفه بغض النظر عن دوافع تمسكه وصموده، وأنا ممن يثمنون موقف منظمة التحرير برفضها لصفقة القرن ولكن البطولة الحقيقية هي في التراجع عن اتفاقية أوسلو، لأنها أصل كل التنازلات عن الثوابت والحقوق الفلسطينية ومفتاح الشر الذي استخدمته دول عربية لفتح بوابة التطبيع مع المحتل الإسرائيلي، لذلك أنا لا أؤمن بإنجازات حقيقية للمنظمة طالما رضيت بالتنازل للعدو الإسرائيلي عن ثلاثة أرباع الوطن والجزء الغربي من القدس والذي يساوي أكثر من 80% من مساحتها.
ختاما نقول: إنه طالما امتلك شعبنا زمام المبادرة وأصبح لديه القدرة على خلق توازن الردع مع العدو الإسرائيلي فإنه بالإمكان إسقاط كل المؤامرات وعلى رأسها صفقة القرن، وبالإمكان أن تفرض المقاومة معادلات جديدة على العدو الإسرائيلي بحيث تصبح اتفاقية أوسلو كأن لم تكن، وحتى يحقق الشعب الفلسطيني أهدافها لا بد للأغلبية أن تتبنى البرنامج السياسي الذي يقودنا إلى الحرية والتحرير دون التنازل عن أي شبر من فلسطين.