ما الذي يجعل المفاوضات على تشكيل الحكومة متعثرة لدرجة الانسداد؟
الثعلب نتنياهو بمكره وخداعه وتجاربه في مواجهة المصاعب وحل العقد يبدو للجمهور الصهيوني المبدي كامل الانتباه عاجزاً .
فما الذي جعل نتنياهو يفقد الإبداع في اجتراح الحلول الخلاقة والدهاء في الإقناع وتزيين المواقف والحلول ؟
نتنياهو وهو يغرز في الطين لا ييأس، يرسل رسائل بالنار عندما يقصف في سوريا منصات صواريخ مضادة، ونقاط تجسس ومراقبة في لبنان مخاطباً الجمهور بأنه ملك يمسك بالخيوط، والحاجة إليه ملحة، والمستقبل الآمن يستدعي بقاءه للضغط على ليبرمان، لكن الاستجابة من ليبرمان متعذرة.
كل ما يصدر عن نتنياهو في الوقت الحاضر جزء من المفاوضات شتماً أو مدحاً لليبرمان من خلال الليكود، بما في ذلك إقرار قانون حل الكنيست بالقراءة الأولى .
لكن ما يقيد نتنياهو ويُظهره عاجزاً حضور هدف شخصي لا يمكن معه الحلول الوسط والمناورات حماية عنقه من مقصلة السجن ولوائح الاتهام، يبدد كل المناورات في مواجهة ليبرمان والحريديم .
ليبرمان أيقن من تجربة الحكومة الماضية أن الانجازات التي يمكن أن يذهب بها إلى الناخب لا يمكن أن تتحقق إلا في المفاوضات على تشكيل الحكومة، وأنه بعد أداء اليمين سيكتشف أن كل العاملين في الوزارات سواء الجيش أو الخارجية أو أي وزارة سيتولاها ستمنعه من تنفيذ شعاراته التي وعد الناخب بها، من واقع أن الكثير من الصهاينة يعتبرونه روسيا لا يدين بالولاء لدولة (اسرائيل).
وما كتبه أليكس فيشمان عندما وجد الملاحظات على طاولة مكتبه كُتبت بالروسية وسأله لماذا لا تكتب بالعبرية؟
فأجاب:
حتى لا يفهم هؤلاء ، مشيراً بيده لموظفي وزارة الجيش.
فعلق أليكس فيشمان قائلاً:
ليس وطنه ولا يعز عليه، ولو تعرض للخطر فسيكون في أول سفينة تبحر تاركاً الدولة خاوية على عروشها.
لذا المنطق يقول إن إعادة الانتخابات خطوة خيالية غير معقولة ولم تحصل من قبل، ولا توجد دوافع موضوعية لذلك، لكن عقدة نتنياهو بأن لا يدخل مجلس الوزراء إلا برجله اليمين حاميا عنقه، ضامناً عدم دخوله السجن تجعل ذلك ممكناً، وليبرمان يصر على إنجاز الدعاية الانتخابية للانتخابات القادمة قبل أن يدخل برجله اليسرى لمجلس الوزراء يعقد الأمر ويجعل الانتظار لمعرفة مآلات هذه الأزمة أفضل الخيارات.