فلسطين أون لاين

مخيمات العودة.. أجواء اجتماعية ونفحات إيمانية رمضانية

...
غزة/ شيماء العمصي:

بين الخيام المنصوبة داخل مخيمات العودة شرق غزة، تتجلى الحياة الرمضانية لدى بعض العائلات الغزِّية، رغم قربها من السياج الفاصل بين القطاع والأراضي الفلسطينية المحتلة سنة 48، الذي تنتشر عنده قناصة الاحتلال الإسرائيلي بكثافة.

أم سعيد التي تجاوزت من عمرها خمسين عامًا لا تأبه للصيام والإرهاق الذي يصاحبه، وشدة حرارة الجو، والغبار، وغيرها من العوامل التي تتعب الجسد في أثناء الصيام، تذهب بكل عزم إلى السياج الفاصل شرقي مخيم البريج، للمشاركة في فعاليات مسيرة العودة الكبرى، التي تسيرها كل جمعة الهيئة الوطنية لمسيرات العودة وكسر الحصار.

تقول الحاجة أم سعيد لـ"فلسطين": "قررت المشاركة في مسيرة العودة، وخصوصًا في هذا الشهر المبارك شهر رمضان الكريم، فمنذ يوم رمضان الأول أنا وعائلتي نذهب إلى مخيم العودة، وليس فقط يوم الجمعة، نذهب لنشارك أبناء شعبنا الفلسطيني، ولنطالب بحقوقنا، وأبرز حق لنا هو حق العودة لبلادنا التي هجرنا منها".

وتضيف: "أقول للاحتلال الإسرائيلي إننا لن نتخلى عن حقنا في أراضينا المحتلة، وسوف نعود إليها منتصرين رافعين العلم الفلسطيني فوق مآذن القدس بسواعد المقاومة، ففلسطين أرض للشعب الفلسطيني وحده لا لليهود المغتصبين".

وتكمل أم سعيد: "طوال السنوات الماضية اعتدنا أن نجلس أمام المنزل قبيل أذان المغرب من باب قضاء وقت الفراغ، ولكن اليوم اختلف الحال؛ فمكان القعدة أصبح هنا في مخيم العودة، شرق غزة، على بعد مسافات قليلة من أراضينا المحتلة".

ولم يمنع دوي رصاصات جنود الاحتلال الإسرائيلي التي يطلقونها على المتظاهرين السلميين قبالة السلك الفاصل، شرق البريج، حلقات المقرأة الرمضانية من مواصلة قراءة القرآن الكريم، بعد رفع أذان العصر من داخل مخيم العودة، المقام قرب السياج الفاصل شرق مخيم البريج، شرقي المحافظة الوسطى، وسط القطاع.

ومنذ بدء شهر رمضان المبارك تواظب سمية أبو خبيزة (30 عامًا) على أداء صلاة العصر في المخيم، والجلوس مع بعض الفتيات عقب ذلك لقراءة آيات من القرآن حتى حلول موعد الإفطار، وتقول لـ"فلسطين": "الأجواء الرمضانية هنا في قمة الروعة، والإيمانيات زائدة، فهنا في كل جمعة من شهر رمضان المبارك نجتمع أنا وصديقاتي وبعض الأمهات الموجودات في مخيم العودة، ونشكل حلقة مقرأة رمضانية ونرتل القرآن، فبجَمعَة الأهل وترتيل الآيات نشعر بالطمأنينة، خاصة أننا أمام ثكنات العدو الصهيوني".

وتضيف أبو خبيزة: "نحن هنا من أجل المطالبة بوقف معاناة سكان القطاع ورفع الحصار الظالم عنهم، لذلك من الجميل أن نتقرب إلى الله باستخدام الوسائل الإيمانية جميعها، خاصة الدعاء في هذه الأيام المباركة".

وفي مخيم البريج شرقي المحافظة الوسطى وسط قطاع غزة يكون للمساء طعم آخر بجمعة الأهل والأحباب والإفطارات الرمضانية الجماعية، حين تشعل النار أمام الخيام، لتبدأ بعدها جلسات السمر على أنغام أناشيد العودة التي يحلمون بها، وينتهي اليوم بصلاة التراويح والأجواء الروحانية.