قبيل ساعات من إقلاع رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي،بنيامين نتنياهو، إلى واشنطن، الاثنين 13-2-2017 ، للقاء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، قدم مسؤولون إسرائيليون اقتراحات ضم أراض فلسطينية إلى دولة الاحتلال الإسرائيلي في مسعى لإنهاء مبدأ حل الدولتين.
وعقد نتنياهو سلسلة اجتماعات تحضيرية، استعدادًا للقائه مع ترامب، المقرر الأربعاء القادم، كان أبرزها ليلة أمس، حيث اجتمع المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون الأمنية والسياسية المعروف باسم "الكابينت".
ويضم هذا المجلس في عضويته قادة الأحزاب في الائتلاف الحكومي الإسرائيلي، إضافة إلى أبرز الوزراء من حزب "الليكود" الذي يقوده نتنياهو.
ووصف مكتب رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي،في تصريح مكتوب له المناقشات التي جرت في "الكابينت" بأنه كانت "طويلة ومعمقة جرت تمهيدًا للقاء نتنياهو المرتقب مع ترامب في واشنطن".
وقال:" استعرض الوزراء مواقفهم حول القضايا العالقة، وهي إيران وسوريا والفلسطينيون والعلاقات مع الإدارة الجديدة، وأجمع جميع الوزراء على هنالك أهمية كبيرة لتوطيد العلاقات مع الولايات المتحدة على صعيد الإدارة وعلى الصعيد الشخصي على حد سواء"، في إشارة إلى العلاقات بين نتنياهو وترامب.
وأضاف:" وصفت الأجواء التي سادت بالجلسة بأنها كانت هادئة وموضوعية".
ولم يكشف عن مضمون المداولات، ولكن صحيفة "الجروزاليم بوست" الإسرائيلية، قالت في عددها الصادر اليوم إن نتنياهو كشف للوزراء عن مضمون مكالمة بينه وبين ترامب.
وقالت الصحيفة:" تحدث نتنياهو عن مكالمته الهاتفية مع ترامب يوم 22 يناير/كانون ثاني والتي قال فيها الرئيس الأمريكي يعتقد أن بإمكانه تحقيق السلام بين(إسرائيل)والفلسطينيين".
وفي هذا الصدد فقد نقلت صحيفة "هآرتس"، عن نتنياهو قوله لوزراء "الكابينت" إن علينا "أن نبذل كل جهد ممكن لتجنب المواجهة معه (ترامب)".
وأضافت الصحيفة نقلاً عن مسؤولين إسرائيليين:" قال نتنياهو إنه أبلغ ترامب بأنه يدعم حل الدولتين واتفاق نهائي، ولكن الفلسطينيين لا يريدون التوصل إلى اتفاق".
وأشار نتنياهو إلى أن ترامب رد عليه:" سيريدون (الفلسطينيون) وسيقدمون تنازلات".
وفي السياق، ذكرت الإذاعة الإسرائيلية العامة (رسمية) أن نتنياهو أعرب خلال الجلسة، عن رفضه للتراجع عن موقفه العلني بقبول "حل الدولتين"، لوضع حد للصراع الفلسطيني- الإسرائيلي.
ويرى أقطاب حزب "البيت اليهودي" اليميني، إن وصول ترامب إلى البيت الأبيض، يمثل فرصة لإنهاء مبدأ "حل الدولتين".
وبالمقابل فإن أقطاب في حزب "الليكود"، يرون في وصول ترامب فرصة لضم مستوطنات محيطة بشرق القدس المحتلة، توطئة لضم أجزاء واسعة من الضفة الغربية.
وقالت "تسيبي حوتوبيلي"، نائبة وزير خارجية الاحتلال:" يجب تطبيق السيادة الإسرائيلية بالتدريج على يهودا والسامرة (الضفة الغربية)".
ونقلت عنها الإذاعة الإسرائيلية العامة (رسمية) قولها في مؤتمر عقد في القدس ليل أمس:" يمكن البدء بالمستوطنات المحيطة بالقدس، ومن ثم باقي التجمعات السكنية اليهودية".
وأضافت حوتوبيلي:" إن نصف مليون اسرائيلي في يهودا والسامرة (الضفة الغربية) ينادون بتطبيق القانون الإسرائيلي عليهم، وليس قوانين الإدارة المدنية والحكم العسكري".
وأطلق وزير مواصلات الاحتلال الإسرائيلي، يسرائيل كاتس تصريحات مشابهة يوم أمس.
ومن المقرر أن يلتقي نتنياهو مع ترامب في البيت الأبيض، الأربعاء المقبل، في أول اجتماع بينهما منذ تنصيب الأخير رئيساً للبلاد في 20 يناير/كانون الثاني الماضي.
ورغم أن نتنياهو، قد أعلن عن قبوله لمبدأ "حل الدولتين"، لأول مرة، خلال خطاب له، في جامعة "بار إيلان" في حزيران/يونيو 2009، إلا أن الفلسطينيين يشككون في حقيقة التزامه به، مستندين إلى سياساته القائمة على توسيع الاستيطان في الضفة الغربية بما فيها القدس، ومصادرة الأراضي الفلسطينية، وهو ما يجعل من إقامة دولة فلسطينية، أمراً شبه مستحيل.