قال عضو اللجنة القانونية في الهيئة الوطنية لمسيرات العودة وكسر الحصار منتصر أبو سلطان، إن اللجنة باشرت برفع قضايا في المحكمة الدولية ضد قادة الاحتلال لمحاسبتهم على جرائمهم بحق متظاهري مسيرة العودة الكبرى وخاصة ما حدث من مجزرة خلال إحياء ذكرى يوم النكبة من العام الماضي.
وذكر أبو سلطان في حديث لصحيفة "فلسطين"، أن قوات الاحتلال الإسرائيلي تتعمد استهداف النساء والاطفال والمتظاهرين السلميين في مسيرات العودة، مشيرًا إلى أن هذا الأمر يصنف بوضوح على أنه جريمة حرب مكتملة الأركان.
وكانت قوات الاحتلال ارتكبت في مثل هذ اليوم قبل عام، مجزرة دامية ضد المتظاهرين الفلسطينيين عند نقاط التماس شرقي قطاع غزة، حيث استشهد أكثر من 60 فلسطينيَّا-بينهم ثمانية أطفال- بالرصاص الحي، وهو أكبر عدد من الشهداء في يوم واحد منذ انطلاق مسيرات العودة يوم 30 مارس/آذار من العام 2018.
ودعا أبو سلطان للعمل على تفعيل توصيات لجنة التحقيق الدولية والتي أكدت على ضرورة رفع الحصار بوصف ما يرتكب من جرائم ضد التجمعات السلمية "جرائم حرب"، مطالبًا الأطراف الموقعة على اتفاقية جنيف الرابعة بالضغط على دولة الاحتلال وإجبارها على تنفيذ التزاماتها باحترام قواعد القانون الدولي الإنساني.
وأكد أن مسيرات العودة وما يتخللها من فعاليات شعبية، كانت وما زالت تحافظ على نهجها السلمي، الذي واجهته قوات الاحتلال الإسرائيلي باستخدام القوة القاتلة والمميتة في استعلاء واستخفاف بمنظومة القانون الدولي، وتنكر لكل الإدانات الدولية.
وأضاف أن بعض الملفات الخاصة بجرائم الحرب والتي ارتكبها جنود الاحتلال خلال مسيرة العودة الكبرى قدمت إلى محكمة الجنايات الدولية لمحاسبة سلطات الاحتلال على ما اقترفته من جرائم بحق المتظاهرين السلميين, لافتًا إلى أن المحكمة لم تقدم أيا منهم للمحاكمة بسبب ضغوطات وتدخلات من الولايات المتحدة الأمريكية.
ودعا للعمل على تبني وتفعيل توصيات لجنة التحقيق الدولية والتي أكدت ضرورة رفع الحصار, حيث إن ما يرتكب من جرائم ضد التجمعات السلمية في مسيرات العودة وكسر الحصار هي جرائم حرب، وجرائم ضد الإنسانية.
وجدد أبو سلطان دعوته لمحكمة الجنايات الدولية لفتح تحقيق جدّي وحقيقي في جرائم الاحتلال التي ارتكبها خلال مسيرات العودة وملاحقة ومحاسبة قادة المستوى الأمني والسياسي ومن أعطى الأوامر بقمع المتظاهرين ومن قام بتنفيذها من كل المستويات العسكرية.
ويشارك الفلسطينيون منذ الـ 30 من مارس 2018 بمسيرات سلمية قرب السياج بين غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948، للمطالبة بعودة اللاجئين إلى مدنهم وقراهم التي هُجروا منها في 1948 وكسر الحصار عن غزة.