فلسطين أون لاين

​رغم تحرّر نجلها.. "بارود" تُصرّ على مشاركة ذوي الأسرى اعتصاماتهم

...
الوقفة الاسبوعية لذوي الأسرى أمام مقر الصليب الأحمر بغزة عدسة (رمضان الأغا)
غزة/ خضر عبد العال:

تُصرّ والدة الأسير المحرر إبراهيم بارود، على مشاركة أمهات الأسرى في وقفتهن الاعتصامية الأسبوعية، أمام مقر اللجنة الدولية للصليب الأحمر بغزة؛ للتضامن مع أبنائهن في سجون الاحتلال الإسرائيلي، وذلك على الرغم من تحرر نجلها بعد اعتقال 27 عامًا.

وتعدّ بارود جميع الأسرى في سجون الاحتلال أبناءً لها؛ لأنهم قضوا زهرة أعمارهم خلف القضبان من أجل أن يعيش الشعب الفلسطيني بكرامة وحرية، موجهةً لهم التحية والسلام بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك.

وقالت الستينية بارود لصحيفة "فلسطين": إن مشاركتي في الاعتصام الاسبوعي أقل الواجب الذي يمكنني تقديمه للأبطال الذين جادوا بأغلى ما يملكون، وتركوا أهاليهم وعائلاتهم من أجل فلسطين الغالية على قلوبنا، هذا واجبي وواجب كل أم فلسطينية.

وتؤكد دومًا أن السجن لن يقيد الأسرى الشجعان، الذين سيكسرون القضبان ويخرجون من الزنازين من أجل تحرير فلسطين بأيديهم، وفق تعبيرها.

وتأسفت على حالة الانقسام الذي أصاب الصف الفلسطيني الذي كان موحدًا خلف قضية الأسرى، مطالبةً الفصائل الفلسطينية بالعودة للوحدة الوطنية وإنهاء الانقسام من أجل مواجهة الاحتلال.

وتابعت: "كفى انقسامًا، فوحدتكم من أجل الأسرى هو الانتصار لنا الفلسطينيين وهزيمة للاحتلال وأعوانه".

وتممت حديثها في رسالة للأسرى: "إن شاء الله ستكونون بيننا في رمضان العام القادم، وربنا يهدي بال أمهاتكم عليكم، كما هدي بالي على إبراهيم".

الأسيرات في رمضان

وإلى جانب بارود، تجلس الأسيرة المحررة فاطمة الزق، حيث يترافقن أسبوعيًّا للمشاركة في اعتصام ذوي الأسرى.

المحررة الزق (50 عامًا) من محرري صفقة وفاء الأحرار عام 2011، كانت ضمن 20 أسيرة أفرج عنهن مقابل مقطع فيديو مسجل للأسير الإسرائيلي آنذاك جلعاد شاليط.

وتقول الزق لـ"فلسطين": "أشارك في هذا الاعتصام منذ قبل اعتقالي، لأن أسرانا وأسيراتنا قدموا أعمارهم فداءً لهذا الوطن الذي تربينا على حبّه والدفاع عنه، فكيف لا نشارك أمهات هؤلاء التضامن الأسبوعي؟".

وتصف الزّق التي اعتقلت في يناير/ كانون الثاني 2007، كيف جاء شهر رمضان الأول لها وهي داخل الأسر بقولها: "أول رمضان مرّ عليّ وأنا أسيرة كان صعبًا جدًّا، فأنا أم لأطفال، وقد بدأت أسئلة تواجهني: من سيحضر لهم طعام الإفطار والسحور؟".

في تلك الأوقات كانت الأم تتألم وتستذكر تجمع العائلة على مائدة واحدة دونها، فتبكي وتخفي دموعها وتواريها كي لا يراها السجان وتكون فريسة سهلة للشماتة أو الابتزاز، ثم شيئًا فشيئًا، تأقلمت على الأوضاع الصعبة، وفق تعبيرها.

وأشارت إلى أن الأسيرات في السجون يذقن ذات المعاناة والشعور، لأنهن أمهات ولكل واحدة منهن حكاية خاصة بها.

وتؤكد الزق أن الأسيرات لا يزلن صامدات وثابتات، وما كان لهن الانكسار أمام السجان أو إشعاره في أحد الأيام أنهن مهزومات، حيث كن ينتصبن أمامه كمارد صلب قوي، مضيفةً: "لأننا أصحاب حقوق وسننتزعها من أنياب السجان وتعود القدس وفلسطين".

مناسبات بطعم الصمود

أما والدة الأسير مرعى أبو سعيدة، المعتقل في سجن "نفحة" الصحراوي، والمحكوم عليه بالسجن المؤبد 11 مرة، فتقول بصوتها الجهوري: "جاء رمضان تلو الآخر، والعيد تلو الآخر، ونحن صابرون ثابتون على مواقفنا لم نغير أو نبدل، هذا الصبر والصمود نستمده من أسرانا داخل السجون".

والأسير الأردني مرعي أبو سعيدة، من مواليد مدينة "الزرقاء" جنوب العاصمة عمان، اعتقله الاحتلال عام 2004؛ بتهمة المشاركة في القتال مع المقاومة الفلسطينية ضده.

وأضافت أبو سعيدة لـ"فلسطين": "أسرانا اعتقلوا في زهرات شبابهم، وضحوا بأعمارهم في سبيل فلسطين، ولن تذهب هذه الأعمار هباء فهي في ميزان حسناتهم، يجب عليهم ألا يقنطوا من رحمة الله، فالفرج قريب".

وأكدت أنه طالما معنويات الأسرى عالية بعزيمتهم وقوتهم، فسيقهرون السجان مجددًا كما قهروه في الجولة الأخيرة من "إضراب الكرامة 2".

وتضيف "أسرانا حيروحوا غصبًا عن الاحتلال، سواء وافق أم رفض، سندوس على عنقه ونخرج منتصرين بأسرانا محررين".

ويمنع الاحتلال والدة الأسير مرعي من التواصل معه أو زيارته، في حين تطالب المقاومة الفلسطينية بمعاملة جنود الاحتلال المأسورين كما يعامل الأسرى الفلسطينيين.