فلسطين أون لاين

​في سجون الاحتلال.. ساعات صيام بلا أجواء رمضان

...
صورة أرشيفية
غزة/ خضر عبد العال:

يعيش الأسرى الفلسطينيون في سجون الاحتلال الإسرائيلي أوضاعًا سيئةً تزيد صعوبة في شهر رمضان المبارك، نتيجة استمرار إدارة السجون في سياسة التضييق عليهم وحرمانهم من معايشة أجواء الطقوس الرمضانية وتأدية الشعائر الدينية.

وأكد مختصون في شؤون الأسرى، أن الاحتلال يمارس أساليبه المخالفة للقوانين الدولية في محاولة لقتل الأسرى وتفريغهم من محتواهم.

واستعرض المتحدث باسم مؤسسة مهجة القدس طارق أبو شلوف، جوانب من ممارسات الاحتلال ضد الأسرى خلال رمضان، حيث يتعمد حرمانهم من الصلاة جماعةً خصوصًا في التراويح، ويمنع إدخال احتياجاتهم الخاصة بطقوس الشهر الفضيل.

وأشار أبو شلوف إلى أن ثلاثة أسرى يواصلون إضرابهم عن الطعام ضد سياسة الاعتقال الإداري المحظور في الاتفاقيات الدولية، رغم ظهور بعض الأمراض على أجساد بعضهم، نتيجة تواصل إضرابهم.

وأكد أبو شلوف لـ"فلسطين" على هامش مشاركته في الوقفة الأسبوعية لأهالي الأسرى أمام مقر اللجنة الدولية للصليب الأحمر بمدينة غزة، أمس، أن الاحتلال يماطل في الاستجابة لمطلب الأسرى الأساسي وهو إسقاط سياسة الاعتقال الاداري، عدا عن تحديد موعد للإفراج عنهم.

وناشد أبو شلوف مؤسسات حقوق الإنسان الدولية لضرورة تعرية وفضح جرائم الاحتلال التي تمارسها داخل السجون، مطالبًا بتفعيل بنود الاتفاقيات الدولية التي نصت على حماية ورعاية الأسير وارسال لجان لمعاينة حجم الجرائم داخل سجون الاحتلال.

رمضان الأصعب

بدوره، أكد القيادي في الجبهة الديمقراطية والأسير المحرر المبعد إلى قطاع غزة مصطفى مسلماني، أن الاحتلال يستغل شهر الصوم من أجل الضغط على الأسرى أكثر من خلال إجراءات القمع والتفتيش واقتحام الغرف ومنع الزيارات ومنع أداء الشعائر الدينية.

وقال مسلماني لـ"فلسطين": "الأصل أن يكون رمضان شهرًا جيدًا على الأسرى من حيث تعامل إدارة السجون معهم، إلا أن الاحتلال يثبت دومًا أنه الأبعد عن الإنسانية والأخلاق، حيث يواجه الأسرى معاناة شديدة من سياساته".

لكن ورغم كل ممارسات الاحتلال القمعية، يحاول الأسرى خلق مصابيح أمل تضيء الطريق أمام مكونات المجتمع الفلسطيني من أجل الثبات على المبادئ والقيم حتى تحرير فلسطين، وفق قول مسلماني.

وأضاف: "رمضان من أصعب الشهور التي تمر على الأسرى في سجون الاحتلال، كون الأسير يظل يستذكر أجواء عائلته وجمعتها في مكان واحد، وتهنئة الجيران والأقارب، وأداء صلاة التراويح وغير ذلك من الزيارات وصلة الأرحام والتي يفتقدها الأسير خلف القضبان".

وشدد على أن معاناة الأسرى تستوجب من الكل الفلسطيني البحث عن الطرق التي من شأنها تحرير الأسرى وتخليصهم من هذا "الظلم المتوحش".

من جهته، قال مسؤول العلاقات العامة في مفوضية الشهداء والجرحى والأسرى لحركة فتح أسامة مرتجى: "إن إدارة السجون تتعنت في تعاملها مع الأسرى خصوصًا في رمضان، حيث تمنع إدخال المصاحف، وتقدم الطعام في غير أوقات الإفطار والسحور، إضافة لمنع أداء الشعائر الدينية بحرية مطلقة".

وطالب مرتجي المجتمع الدولي بمناصرة قضية الأسرى الفلسطينيين والوقوف إلى جانبهم، وعدم الانحياز للاحتلال الذي يحاول تدمير كل ما هو فلسطيني.