فلسطين أون لاين

آخر الأخبار

بعد قرار الاحتلال تصنيف الأونروا "منظمة إرهابية".. طالع أبرز تصريحات الفصائل الفلسطينية

الكنيست يصادق بالقراءة الأولى على تصنيف أونروا "منظمة إرهابية"

"لن تبقى لكم دبابات".. حزب الله ينشر رسالة جديدة مخاطبًا جيش الاحتلال (شاهد)

ابن حاخام متطرف.. جيش الاحتلال يفتح تحقيقًا في ملابسات مقتل ضابط بانفجار "غامض" بغزّة

عائلات محاصرة تستغيث.. خانيونس: الاحتلال يشرع بارتكاب جرائم بحق تجمعات المواطنين والنازحين

"كمائن وتفجير عبوات".. القسام تبث لقطات لعمليات استهدفت بها جنود ومستوطنين بطولكرم (شاهد)

خلال 24 ساعة فقط.. الحوثيون: استئناف العمل في ميناء الحديدة بعد تعرضه لقصف إسرائيلي

أسير محرر يغتال ضابطاً إسرائيلياً في قلب مستوطنةٍ قرب القدس.. ما التفاصيل؟

من مسافة الصفر.. القسام تنشر تفاصيل "ملحميَّة" لإيقاع قوتين "إسرائيليتين" في "كمين" غربي رفح

"كابوسًا سيبرانيًا".. "هآرتس" تكشف: حماس تملك قاعدة بيانات "خطيرة" لآلاف الجنود وعائلاتهم

سَرَحان وجدال على وقع "وحوي يا وحوي"

...
صورة أرشيفية
غزة/ نبيل سنونو:

"أفواجًا" يدخل الناس إلى السوق، وقد يكون الهدف الدارج الحصول على احتياجاتهم المنزلية، لكن في حالات كثيرة لا يقتصر الأمر على ذلك.

مظاهر رمضانية ومواقف عديدة تكون من نصيب الناس، المارة منهم والمشترين، وهو ما يتجلى على أرض الواقع طيلة أيام الشهر الكريم.

أناشيد

قديمًا قيل: "الأرض بتتكلم عربي"، وكأنما تنطق اليوم بأناشيد رمضان الشائعة باللهجة المصرية حيثما أراد بائع جذب الناس إلى بضاعته، أو إشاعة أجواء الشهر في نفوسهم.

التصقت هذه الأناشيد بشهر رمضان التصاق الجنين بأمه، وهي تخترق آذان الجميع دون استئذان، وينطق بها بعضهم حتى دون نية.

"وحوي يا وحوي أيوحا وكمان وحوي" هي إحدى أشهر تلك الأناشيد التي تحيل كثيرين إلى أيام الطفولة، عندما كانوا يسمعونها حتى أكثر من سماعهم أسمائهم.

ويبدو أن الأسواق لم تعد فقط للبيع والشراء، وإنما يقصدها بعض لإمضاء الوقت والتسلية وإمتاع النظر بآخر ما وصل إليه الصُّناع في عالم فوانيس رمضان وزينته، والزُّراع من جودة الفجل والجرجير والبقدونس التي تقترن أيضًا بسفرة الإفطار.

ومن الممكن أن يكون حب كثيرين هذه الأناشيد نابعًا من حبهم جمهورية مصر العربية، ورغبتهم في معايشة أجواء الشهر في أرجائها.

"مرحب شهر الصوم مرحب"، و"افرحوا يا بنات يلا وهيصوا رمضان أهو نوّر فوانيسه"، و"رمضان جانا"، أناشيد أخرى لا تزال تتردد في أذني كل من دخل السوق، مهما اختلفت الدوافع.

نصف المجتمع

لا تكتفي بتجاعيد وجهها التي شكلها تحملها أعباء كثيرة مذ كانت في سن طفولتها، وإنما تكمل مشوارها في مشاركة زوجها في شؤون المنزل، وابتياع حاجات أسرتها.

قد تثقل أكياس المشتريات كاهلها، لكن يبدو أن ذلك يريح ضميرها، هذا هو حال سيدة أتمت شراء مستلزمات منزلها وهمّت بمغادرة السوق.

وتوصف المرأة بأنها "نصف المجتمع"، لكنّ هذه السيدة بقيامها بهذه المهمة التي تلقى عادة على عاتق الرجل تحصل على نسبة إضافية من تمثيلها للمجتمع، كما أخبرها أحد الباعة.

واختارت أخرى مشاركة زوجها جنبًا إلى جنب في تحمل تلك المسؤولية، وقد انهمكا في مشاوراتهما بشأن المشتريات، واشتركا في حملها.

وعندما كان طفل يبدو أنه لم يتجاوز عامين من عمره، يشارك أمه في التسوق، توقف أمام محل للجزارة وطالبها بشراء الدجاج، مشيرًا بكلتا يديه إلى اللحوم الحمراء، وقد تحملت مهمة إضافية، وهي إقناعه بأن هذه ليست دجاجًا، ودون جدوى خاضت معه جدالًا طويلًا.

حينئذ خاطبها الجزار دون تردد: "اعتبريه دجاج واشتري"، محاولًا انتهاز فرصة إلحاح الطفل.

تصفيف

يصفف شاب عشريني المخللات: الباذنجان المحشو بالفلفل والثوم، واللفت، والزيتون، بعناية كأنما يصفف حلاق شعر زبونه.

وأمامها، وهي ذات الألوان الزاهية والأشكال البديعة كزهور الربيع في أخصب بساتين الأرض، يسرح كثيرون بخيالهم، وقد يتصور بعض كيف سترتب أطباقها عند الإفطار على السفرة المنشودة والموعودة مع أذان المغرب.

ولا مفر من مشاهدة المخللات التي تنتشر في المحال جنبًا إلى جنب، إلى درجة أنها لا تفارقهم، كما لا يفارق القمر ليلًا أو الشمس نهارًا الإنسان السائر على الأرض.

وإن فاتت بعضًا رؤيتها فإن لها من "الذكاء" ما يمكنها من بلوغ غايتها، كيف لا ورائحتها الحاذقة ستتسلل إلى أنوفهم، وربما تدفعهم إلى شرائها، وإن كانت ثلاجاتهم ممتلئة بها عن بكرة أبيها؟!

وإذا كان الفانوس أحد مظاهر رمضان، فإن المخللات لا تتنازل عن أن تكون هي الأخرى مظهرًا كإنسان يتدلل على محبه لعلمه عظم مكانته.