فلسطين أون لاين

أطفال مسحراتية في الخليل

...
أطفال مسحراتية في الخليل
الخليل-غزة/ مريم الشوبكي:

يجوب الأطفال شوارع وحارات "السهلة" جنوبي مدينة الخليل في الضفة الغربية المحتلة، يقرعون الطبول ويصدحون بـ: "اصحَ يا نايم وحد الدايم"، لإيقاظ الأهالي لتناول وجبة السحور في ليالي شهر رمضان.

هناك تختلط مشاهد الزينة بنكهة رمضان، فوانيس وحبال مضيئة قلبت ليل "السهلة" إلى نهار، أما حركة الأهالي في المنطقة فلا تهدأ، وأسواق البلدة القديمة لا تنام، ينتشر فيها الباعة ويعرضون الأكلات الرمضانية الأكثر رواجًا: المخللات والحمص والفول، والحلويات بأنواعها.

غادة الرجبي تقطن في منطقة "السهلة" قرب الحرم الإبراهيمي، وهي الاسم الأصلي لمركز مدينة الخليل سابقًا، قبل أن يغلقه الاحتلال الإسرائيلي، وينتقل هذا المسمى إلى منطقة أخرى، بعد تقسيم الخليل إلى H1، وH2.

ومنطقة السهلة هي مركز العائلات الأصلية وأكبرها في الخليل، وكثافتها السكانية مرتفعة.

تقول الرجبي لـ"فلسطين": "يزين السكان بيوتهم بفوانيس رمضان بمختلف أشكالها وألوانها، ويحمل الصغار بأيديهم فوانيسهم الصغيرة ويجوبون بها الشوارع".

وتضيف: "تزين البلدية الشوارع بالفوانيس وأحبال الإنارة، التي تحول الليل إلى نهار تزامنًا مع حركة المواطنين التي لا تهدأ في المدينة".

وأيام رمضان لها قدسية لدى أهالي منطقة "السهلة" كما هو الحال في مدينة الخليل بأكملها، يجتمع أفراد العائلة بأبنائهم وزوجاتهم عند الجد والجدة لتناول طعام الإفطار، بحسب ما تذكر الرجبي.

وتشير إلى أن الأبناء يقسمون أيام الشهر الفضيل لدعوة والديهم لتناول وجبة الإفطار معهم، أما الإناث فالأبوان يدعوانهن مع أزواجهن وأبنائهن لتناول الإفطار أكثر من مرة خلال الشهر.

وأوضحت الرجبي أن بقية العائلة من الأعمام والأخوال والأنسباء والأعدال والجيران يدعو بعضهم بعضًا لوليمة الإفطار الجماعي، إما في البيوت أو الصالات حسب اتساع المكان لهذا العدد.

وتؤكد الرجبي أن القطائف هي حلوى رمضان الأبرز المحشوة إما بالجوز والمكسرات، أو الجبن، بجانب المهلبية، وتقدم بعد صلاة التراويح إلى جانب القهوة والشاي.

وللبلدة القديمة بمدينة الخليل نكهة خاصة في رمضان، تبين الرجبي أنها تعج بالمارين والبائعين، الذين يعرضون الحلويات، والعصائر، والفلافل، وخبز الطابون، والحمص والفول، والمخللات.

ومن أشهر الأكلات التي يحرص أهالي الخليل على صنعها في رمضان المقلوبة وورق العنب (الدوالي)، وعلى الأغلب يعدون الدجاج المحشو أول يوم إفطار مع السلطات والشوربات والمخلل والمعجنات، وفق قولها.

وتشير إلى أن ظمأ الصائم يروى بعصير الخروب واللوز الذي تشتهر به مدينة الخليل، إضافة إلى التمر الذي لا تخلو منه أي سفرة رمضانية.

ولولائم الإفطار تقليد مميز لدى أهل الخليل، إذ توضح الرجبي أنها تُصنع من لحم الخروف أو العجل، أو القاعود صغير الجمل، مع الأرز واللبن والفاصولياء.