فلسطين أون لاين

​الكاتب ياسر مناع.. دَعْمُه للمقاومة يُغيّبه في سجون "الوقائي"

...
صورة أرشيفية
نابلس/ طلال النبيه:

"جيش الاحتلال فقد قوة الردع أمام غزة ومقاومتها".. بتلك العبارة ختم الكاتب والمختص في الشأن الإسرائيلي ياسر مناع، تقديرَ موقف حول العدوان الإسرائيلي على القطاع، نشره عبر صفحته في "فيسبوك"، فلم يمضِ على نشره 5 ساعات حتى بدأت صفحة جديدة عنوانها "الاعتقال السياسي".

تلك السياسة التي تنتهجها أجهزة أمن السلطة في الضفة الغربية المحتلة، لم تعط قيمة لحرمة شهر رمضان المبارك، بإيقاف ملاحقة الداعمين للمقاومة الفلسطينية بآرائهم وكتاباتهم، حيث اعتقل جهاز الأمن الوقائي الكاتب والمدرس مناع (30 عامًا) وقت سحور اليوم الثاني من الشهر الفضيل.

وبعد جولة زيارات عائلية، قضاها مناع، في أول أيام شهر رمضان، انتهت بسلام حار على والده، مودعًا إياه، عائدًا إلى بيته، مستعدًّا للسحور، حتى سابقه صوت ضجيج لم يكن هذه المرة لصوت المسحراتي في منطقة (شارع 15) غربي مدينة نابلس.

تلك الضجيج كان لاقتحام أفراد من جهاز الأمن الوقائي لمنزل مناع الكاتب والأسير المحرر والمعتقل السياسي السابق، فجر أمس، دون مراعاة لحالته الصحية التي يعاني منها إثر عملية جراحية كان قد أتمها في أسنانه مؤخرًا.

ووفق ما ترويه زوجة مناع أنهار صباح لـصحيفة "فلسطين"، فإن أفراد الجهاز الأمني اقتحموا بيتهم بادعاء وجود أمر تفتيش له، واصفة طريقة الاقتحام والتفتيش بـ"الوحشية والهمجية" دون أدنى مراعاة لشهر رمضان.

وقالت صباح: "اعتقل الأمن الوقائي زوجي، وصادروا هاتفه المحمول ومقتنياته، ولا نعلم حتى اللحظة مكان اعتقاله"، مؤكدة أن مقتحمي البيت كانوا ملثمين، وبزي مدني وآخر أسود اللون.

وأوضحت أن القوة الأمنية رفضت الانتظار لحين وصول والد زوجها للمكوث في البيت، إلى جانبها وطفلها البالغ 9 أشهر، ليرد عليها ضابط الأمن الوقائي: "الدنيا أمان"، لتجيبه: "هل من أمانٍ وأنتم على هذه الأرض؟".

أما والده، الحاج خالد مناع، فقد شدد على رفض عائلته الاعتقال السياسي بكل أنواعه، لافتًا إلى أن ابنه متخصص في متابعة الشأن الإسرائيلي.

وقال والد ياسر لـ"فلسطين": "اعتقال ابني أثر علينا كثيرًا، ولم نتوقع اعتقاله في شهر رمضان على يد الأقربين"، واصفا الحدث بالمفاجئ له ولأسرته.

من جهته، دعا مدير مركز القدس لدراسات الشأن الإسرائيلي والفلسطيني عماد أبو عواد، الذي عمل به الكاتب مناع، إلى وقف الاعتقال السياسي "المدان شعبيا وفصائليا".

وقال أبو عواد لـ"فلسطين": "إذا تعلق اعتقال الكاتب مناع حول كتاباته الداعمة للمقاومة الفلسطينية فنحن أمام كارثة حقيقية تقوم بها أجهزة أمن السلطة"، مضيفًا: "ما يكتبه الباحث مناع هي آراء مهنية مختصة في الشأن الإسرائيلي والفلسطيني ومنها الداعم للمقاومة الفلسطينية".

ولم يكن هذا الاعتقال هو الأول للكاتب مناع، إذ بدأت رحلة معاناته منذ نحو 10 أعوام، أثناء دراسته للشريعة الإسلامية في جامعة النجاح الوطنية، حيث اعتقل في سجون الاحتلال لمدة ثمانية أشهر.

وتكرر اعتقاله في سجون الاحتلال وأجهزة أمن السلطة، لتمتد دراسته الجامعية على غير عادتها لنحو سبع سنوات متواصلة، بفعل سياسة "الباب الدوار" بحق أهالي الضفة الغربية والداعمين للمقاومة الفلسطينية.