فلسطين أون لاين

​البقاء لله تعالى

يُعد عام 1975م شاهدًا على ميلاد إحدى كُبريات الشركات البرمجية –إن لم تكن أكبرها وأضخمها– على مستوى العالم، ففي ذلك العام أسست شركة مايكروسوفت Microsoft Corporation الغنية عن التعريف، وقد شكَّلت ثورة عارمة اجتاحت مجال البرمجيات الحاسوبية التي لا غنىً لأي مستخدم حاسوب عنها، فكانت البداية مع نظام يونكس Unix ثم كان نظام التشغيل MS-DOS في أواخر عام 1980م، وبعد ذلك بخمسة أعوام كانت الانطلاقة الحقيقية لأنظمة التشغيل المختلفة من ويندوز بدءًا من نظام التشغيل ويندوز 1.0 وصولًا إلى أحدث نظام تشغيل موجود حاليًّا، وهو ويندوز 10 الخاص بالحواسيب المكتبية وحواسيب العمل.

أعلنت شركة مايكروسوفت بتاريخ 22 أكتوبر 2009م إطلاق نظام التشغيل ويندوز 7 الذي كان نقلة نوعية عن سابقيه، إذ تميز هذا النظام بدعمه الأقراص الصلبة الوهمية Virtual Disks، وتعرفه إلى خط اليد، وقدرته المحسنة على العمل مع معالجات الأنوية المتعددة Multi core processors، وقدَّم دعمًا محسنًا للعالمية بالواجهة البرمجية للخدمات اللغوية الموسعة التي تسمح بتوفير الدعم للتعدد اللغوي Multilanguage، وتميز بالواجهات الرسومية التي مكَّنت المستخدمين من التعامل مع هذا النظام بكل سهولة وانسيابية، وقد ساعدت الميزات السابقة على الانتشار الواسع لهذا النظام بين مستخدمي أجهزة الحاسوب والأجهزة اللوحية على حد سواء.

قبل أيامٍ عدة أعلنت الشركة ذاتها أنها بتاريخ 14 يناير 2020م ستتوقف عن تقديم خدمة التحديثات الأمنية لنظام التشغيل (7)، كما أنها ستتوقف عن تقديم الدعم الفني والتحديثات البرمجية للأجهزة التي تعمل بالنظام السابق نفسه، ما يعني أن جميع الأجهزة المختلفة التي تعتمد على هذا النظام ستكون عُرضة لتهديدات أمنية كثيرة، منها الاختراق، بعد أن تنفُض مايكروسوفت يديها عن دعم ذلك النظام خلال أقل من عام، فما السبيل لتجاوز تلك التهديدات؟

يُمكن للمستخدم المفاضلة بين خيارين: أولهما ترقية نظام التشغيل المُثبت في جهازه إلى الإصدار الأحدث من نظام التشغيل (ويندوز 8)، وثاني هذه الخيارات هو تثبيت نسخة نظام تشغيل جديدة مثل: ويندوز 8.1، أو ويندوز10 عوضًا عن النظام الحالي، وعلى أي حال يجب أن تكون نسخة النظام أصلية Genuine وليست تقليدية، حتى يتمكن المُستخدم من الاستفادة من خدمات الدعم الفني، والتحديثات البرمجية، التي تُقدمها شركة مايكروسوفت لزبائنها لتوفير الحماية الأمنية اللازمة لأجهزتهم.

إذًا هي تسعة شهور تفصلنا عن لحظة وداع ويندوز 7 بلا رجعة، ونقول فيها: إن البقاء لله (تعالى) وحده، لذا يجب أن نهيئ أجهزتنا لتلك اللحظة في سبيل الحفاظ على مُقدراتنا المعلوماتية.