فلسطين أون لاين

​كيف يتخطى الطلاب الامتحانات والصيام في آن واحد؟

...
لا بد من تنظيم الوقت في رمضان وعدم السهر
غزة/ هدى الدلو:

يتزامن في هذا العام انتهاء الفصل الدراسي مع شهر رمضان المبارك، ليعيش أهالي طلبة المدارس في حالة من الهواجس والمخاوف الكثيرة، مع قدوم شهر رمضان في ذروة الامتحانات النهائية.

وفي العام الماضي تزامن بدء شهر رمضان مع فترة استكمال امتحانات الثانوية العامة، أما هذا العام فستعقد بعد عيد الفطر، بخلاف المراحل الدراسية الأخرى.

أم حمزة، الأم لخمسة أطفال، قالت: "لا أعلم كيف سأوزع نهار رمضان، فهو في الأساس شهر عبادة نتقرب فيه إلى الله، وفي الفترة الصباحية التي أكون فيها متفرغة من الأعمال البيتية يكون أبنائي في المدرسة.

وأضافت لـ"فلسطين": "بعد العصر يبدأ موعد تجهيز الفطور في وقت حاجة أبنائي إلى مراجعة دروسهم"، مشيرة إلى أن "ذلك يؤجج مشاعر التوتر لدي، وخاصة أن الدراسة تتطلب تركيزا ونشاطا ذهنيا".

نمط خاص

أما السيدة منال سعد وهي أم لثلاثة أبناء، فقد أوضحت أن أبناءها يعيشون مشاعر الخوف والتوتر خشية تراجع مستواهم الدراسي، قبل قدوم شهر رمضان والامتحانات النهائية للفصل الدراسي، خاصة أنه لأول مرة تتوافق الامتحانات النهائية مع رمضان.

وتعد سعد التي تحدثت لـ"فلسطين"، أن شهر رمضان ليس كباقي الأشهر، خاصة أن عاداته وتقاليده تختلف عن الأيام العادية، كالزيارات العائلية، والعزائم الرمضانية، والواجبات المنزلية، ما يعني المزيد من الجهد والتعب والأعباء الواقعة على الأم، من ترتيب أوقات أبنائها، وتهيئة الجو المناسب للدراسة، بالإضافة إلى مراجعة دروسهم.

وتبدو علامات التوتر على وجه عمر صالح في الصف الثامن واضحة. وقال لـ"فلسطين": "لأول مرة سأخوض تجربة تقديم الامتحانات النهائية في شهر رمضان، ورغم مراجعتي لدروسي أولًا بأول فإن المراجعة النهائية ليلة الامتحان لها أثر مختلف، فهي بمنزلة وضع الخطوط العريضة وتثبيت بعض المعلومات".

ووضع صالح برنامجا دراسيا لضمان عدم إضاعة الوقت، إلا أن ما يخيفه أنها تجربة جديدة، وساعات الصيام طويلة، وبعد الإفطار يلازمه الشعور بالتخمة والتعب.

أما أم يزن فلديها قلق حول كيفية التعامل مع طفلها في الصف الرابع الابتدائي، خاصة أنه غير محب للدراسة، ويحب اللعب وإضاعة الوقت بأي شيء بعيدًا عن الكتاب، كما أنه سيخوض تجربة الصيام لأول مرة هذا العام.

نصائح

من جهته، أشار مدرب التنمية البشرية الاختصاصي النفسي زهير ملاخة، إلى أن لدى الكثير من الطلبة وأهاليهم حالة من القلق والتفكير حول قدرته على الصيام وتحمل الجوع والعطش، والمذاكرة والاستعداد للامتحانات.

وقال ملاخة لـ"فلسطين": "يجب العمل على توفير السبل التي تجعل الطفل أكثر تركيزًا في شهر رمضان ليستطيع المذاكرة والبعد عن الشعور بالهزل أو التشتت الذهني".

وبين أنه يجب تجنب بعض الأمور والعمل على تلاشيها في الحياة، وأشياء يجب القيام بها لتجعل الطالب أكثر نشاطًا، وتحقق حسن المذاكرة والقدرة على التحضير والتقديم الجيد للامتحانات الدراسية.

ولفت إلى أن على الطلاب الكبار تحمل المسؤولية، بالإضافة إلى قيام الأهل بدورهم من حيث التوجيه ومتابعة الأبناء وخاصة الصغار.

وشدد ملاخة على ضرورة الانتباه إلى سلامة التغذية، وشرب الماء والسوائل التي تجنب الطفل الجفاف والعطش في نهار رمضان، ونوعية الأغذية، التي يجب ألا تخلو من العناصر الغذائية المفيدة، ويجب التركيز على الخضراوات والفواكه، والابتعاد عن المنبهات من السوائل وأنواع الأكل التي تشعر بالكسل والخمول.

وأضاف أنه "لا بد من تنظيم الوقت في رمضان وعدم السهر، وأخذ قسط كافٍ من الراحة، واستغلال بعض الأوقات التي يكون فيها العقل نشيطًا، فمثلًا بعد الإفطار تكون الحالة الصحية متزنة، وأكثر تركيزًا ونشاطًا.

ونصح الطلاب بالعمل على تنظيم المنهاج الدراسي والالتزام بما خطط لتحقيقه في رمضان دون تسويف ومراكمة للدراسة، واستغلال ما بعد ساعات الفجر، والاستفادة من صفاء الجو ونقائه واتزان الجسد فسيولوجيا لتجعل لك نصيبًا من الدراسة، وذلك لتخطي فترة الامتحانات بكل سهولة ونشاط، واختفاء أعراض القلق، والتكيف بطريقة إيجابية.

ونبه ملاخة إلى دور أولياء الأمور في توجيه الأبناء لتناول أطعمة معينة، وعدم الميل لأشياء جانبية على حساب الدراسة، وأيضًا متابعتهم للالتزام بأوقات الدراسة والنوم، وتوفير الأجواء الهادئة.